اعتدنا ان نستقي الأفكار المعمارية من المهندس المعماري. ندفع له، مقابل ان نستحلب ذهنه وابداعه. فهو الأكاديمي المتخصص وذو الخبرة. ولكن اسمحوا لي ان أتجاوز قدرات هؤلاء المبدعين من المعماريين، لأذهب بكم أو معكم إلى مخططين آخرين لم يدرسوا التخطيط ولا العمارة! هم أفراد فكروا لبيوتهم بأسلوب حياتهم الخاصة وخططوا لها بناء على احتياجاتهم. لم تتقاطع أفكارهم مع المعماري أبداً. ولكنها - أي الأفكار - تعانقت وتلاقت بحسن توظيفهم لبيوتهم وإبداعات وإمكانيات ذاك المعماري الناجح. أفراد لدى كلاً منهم فكرة اعجبتني فاحببت ان اطرحها لكم بدءاً من هذا اليوم لتتوالى الأفكار في أسابيع قادمة لعل بعضاً من القراء يجد في أفكار هؤلاء ما يتوافق مع احتياجاته في التخطيط والبناء وان لم تكن أفكارهم جديدة على البعض ولكن يكفي ان يقرأ هؤلاء المبررات. فأفكارهم جميلة ومبرراتهم سليمة وعملية ويكفي أنها مجانية الثمن. أولهم - أي المخططين الجدد - هو أبو خالد وهذا الرجل له رأي في وظائف القبو! والهدف من وجوده! ولاسيما لمن يكون القبو أساساً في تخطيطه. حيث ان الغالب ان الترفيه العائلي كالنادي الصحي وجلسة التلفزيون ولعب الأطفال وهو الوظيفة والهدف من إيجاد هذا الفراغ. وهذا ما كان أول أصحابنا من جماعة المخططين الجدد يرفضه والمبرر لديه بسيط جداً ومنطقي كذلك. وهو ان حركة الدخول والخروج في منازلنا تبدأ من الدور الأرضي مع ان وظائف هذا الدور هي الضيافة فقط. أما العائلة فتقضي أوقاتها ما بين الدور الأول والقبو وبهذا التشخيص لوظائف أدوار البيت أصبح الدور الأرضي في غير مكانه الطبيعي لعدة أسباب: أولهاً: التواصل بين القبو والدور الأول مفصولان وظيفياً وبصرياً عن بعضهما بالدور الأرضي، وهذه اعاقة لإيجاد التواصل الأسري بين أفرادها في الكثير من الأوقات. ثانياً: الوظائف لفراغات المسكن غير مترابطة ومنسجمة مع بعضها. ثالثاً: الدور الأرضي (دور الضيافة) أكثر عرضة لعبث الأطفال لأنه منطقة أساسية في تحركاتهم بالبيت مع العلم ان صالات الضيافة عادة ما تكون مؤثثة ومليئة بالاكسسوارات القيمة والثمينة. صاحبنا - أبو خالد - بعد ان أدرك هذه المشاكل والمساوئ، قرر ان يخرج منها ويغير من الأسلوب الدارج في العمارة لدى الكثيرين. ليجعل الضيافة في قبو منزله، والترفيه في الدور الأرضي، ويبقى بقية الوظائف كما هي في الدور الأول. فالبيت هنا أكثر جمالاً واشراقاً للدخول والخروج إليه، ولما لا؟ فالأولاد دائماً في استقبالي أو حتى وداعي. الصالة كبيرة ومفتوحة على بعضها والمسبح بصفاء مائه وجمال جدرانه يعيد لي نشاطي وحياتي. أسرتي أصبحت أكثر تواصلاً فيما بينها فالعائلة تسمع وتشاهد بعضها في أغلب الأوقات. - هذا ما يقول أبو خالد - لا شك ان هذا الرجل فكر في أنسب الحلول في تخطيط بيته، وبما يتناسب مع احتياجاته شخصياً. ولكن كيف يراها بقية القراء؟ [email protected]