عبرت الكاتبة أمينة زيدان عن قناعة بأن جيلي - كما تقول- كلّه ضحية المناخ النقديّ السائد، وهذا ليس في صالح الكاتب والمبدع عموماً، فثمة من يرفعك إلى السماء، ومن يهبط بك الى الأرض، فإذا صدّقت الأول الذي يراني تجاوزت نفسي كما تجاوزت الآخرين، فأنا أقف أمام قاتلي، لأنّ هذا الكلام معناه أنّ قدرتي على التجريب والاستمرار إنتهت. هكذا هو النقد في مصر إمّا يعتبر جيلي صاحب كتابة ساذجة وبسيطة وخالية من التقنيات أو العكس، والأخطر أن بعض النقاد يشاركك في إنتاج النص على طريقته فيقول مثلاً: (كان عليك أن تقول كذا، ولماذا انتهت الشخصية عند هذا الحد؟). لكل هذه الأسباب أؤمن بأنه حين يضع النقد نفسه في مواجهة سلطوية أمام الإبداع على اعتبار أنّه سابقة تنعكس الآية ويصبح الكاتب تابعًا للناقد. وعن ضجيج الحرب موضوع روايتها: نبيذ أحمر ، فتقول: ولدت في مدينة السويس عام 1966، وعشت فيها حرب أكتوبر عام 1973، فتشكّل لديّ وعي إزاء أصوات المدافع وأزيز الطائرات التي هدمت بيتنا. لذلك تلاحظ أنّ الحرب كامنة في عظام شخوصي. حازت الكاتبة المصرية أمينة زيدان بعد إصدارها رواية (نبيذ أحمر) على اهتمام أدبي ونقديّ كبير قبل أن تحصد جائزة نجيب محفوظ التي ترعاها الجامعة الأميركية في القاهرة كلّ عام لأفضل روايةٍ عربية. إذ اعتبر النقّاد أنّها تستنطق التاريخ والأحداث المسكوت عنها في المخيلة القومية، مبيّنين أنّها نجحت في (زحزحة) هيمنة مدينة القاهرة على الخريطة الأدبية باختيارها (السويس) مشهدًا حياً لكتابة الحرب والهزيمة والدمار. ونالت مجموعة زيدان القصصية (يحدث سرًا) جائزةً أدبية رعتها جريدة (أخبار الأدب) المصرية عام 1994، كما نالت جائزة مهرجان القاهرة الدولي لأفضل مجموعة قصصية عام 1995وترجمت إلى الإنكليزية في مجموعة (تحت السماء العارية). كما حازت كذلك جائزة (باسن) لدول البحر الأبيض المتوسط عن روايتها الأولى (هكذا يعبثون) التي تُرجمت إلى الإيطالية عام