لخص المتنبي حاله مع حبيبته في قصيدته (من الجاذر في زي الاعاريب) بقوله: كم زورة لك في الاعراب خافية.. ادهى وقد رقدوا من زورة الذيب. ازورهم وسواد الليل يشفع لي.. وانثني وبياض الصبح يغري بي. رحم الله المتنبي فلم يصرح لنا نوع علاقته الليلية بأولئك القوم فلربما افادتنا في مسألة القياس لما يتعلق الامر بموضات الزواجات عندنا! شاع قديماً ونحن اطفال ان مصر اباحت نوعاً من متفرع عن الزواج عرف لديهم بالزواج العرفي وكان اكثر متداوليه من فئة الفنانين، وكان علماؤنا وقتها ينبذونه ويمقتونه في المحاضرات الدينية ولم يكن وسطنا الشعبي يعرف سوى الزواج الذي شرح مفصلاً في القرآن وفسرته السنة النبوية وبينت شروطه واركانه بما يلغي فرضية التباس الموضوع لدى جمهور المجتمع. لم يكن يخطر ببال احد ان نصبح منبع استصدار رخص "العرس" بكل طريقة ممكنة لجعل المرأة وسيلة متاحة للرجل تحت اسم رسمي وهو الزواج، وآخر فرعي تنوعت اصنافه الآن، فنسمع عن زواج بنية الطلاق، والمسيار، والمصياف، والمتعة، والبوي فرند، والمسفار، والكاسيت، والوشم، والطوابع! وربما سيتم اقتراح عمل بدل غداء او جلسة عمل! لم لا؟ فقد نشرت الصحف العام الماضي خبراً عن احد الآمرين بالإصلاح اصلح بين رجل وزوجته بالطلاق ثم تزوجها لمدة اربع ساعات فقط ثم طلقها وتركها في الفندق تنتظر محياه عائداً، هنا تقف حقوق الانسان عن انصاف المرأة! المسؤول الاول عن صدور هذه الباقة الذهبية من الزواجات ليسوا عشاق السهر ولعب الورق ومشجعي الكرة المتعصبين فأولئك لن يتبع احد رأيهم ويصنفهم المجتمع وفق قائمة المجانين ان اصدروا فتاوى، ولكن ان يكون المسؤول هو ممن اوئتمن على الفتاوى وصاحب الصدى المؤثر في طوائف الناس فهذا شيء آخر! هل سمح اولئك لجميع فئات الشباب الزواج من بناتهم باختيار زواج من الباقة الذهبية؟ كيف ستكون الجودة الانتاجية التي ستسهم في بناء الوطن والامة مستقبلاً - والتي انتجت من امهات لا يزاورهن عشق من لم تعرف ملامحه الا بضعاً من الليل؟ الباقة الذهبية تذبل جميعها بنسبة 90% في حاوية الطلاق، وهو للمعلومية رفع قيد النكاح المنعقد بين الزوجين بالفاظ مخصوصة وهو سيف قاتل بأيدي الجهلاء يدمرون به حياة كثير من المسكينات بدافع الجهل أو الطيش والنزوات العابرة، وللتذكير فأنواع الطلاق ايضاً: البدعي، والرجعي، والبائن بينونة صغرى، أو كبرى، والسني، والصريح، والمنجز، والطلاق بالكناية! ويبقى السؤال: كيف تزوج المتنبي؟!