لم يكن أبو أحمد الذي قصد إحدى الخاطبات سرا بغرض الاقتران بأخرى مسيارا إلا أحد الضحايا ممن وقعوا في فخ النساء اللاتي يتاجرن بزواج المسيار بعد أن هددته بكشف أمره بعد الزواج منها، مما اضطره إلى إعتاق نفسه بمبلغ من المال.. هذه القصة وغيرها دفعت المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع إلى تحريم زواج المسيار, معتبرا أن زيجات المسيار والمصياف والفرند (الأصدقاء) والزواج بنية الطلاق، «نكاح متعة لا يجوز شرعا»، مخالفا بذلك ما أفتى به بعض العلماء من جواز بعض تلك الزيجات. وقال الشيخ المنيع ل «عكاظ» إن زواج المسيار أصبح فاحشا، بعد أن كان الاعتراف به سائدا، وذلك جراء التطبيقات السيئة والاستغلال المقيت من بعض النساء اللاتي انكشف ارتباطهن بأكثر من زوج في وقت واحد، إذ تحدد لأزواجها أياما تنظمها بنفسها حتى لا يحدث تضارب في المواعيد، وأضاف: هناك مجموعات تستخدم طرقا سيئة, كأن يذهب البعض إلى الدول الآسيوية، مثل إندونيسيا، بحجة الدراسة أو العمل، وهو في الحقيقة يهدف إلى الزواج المؤقت وهو أمر محرم شرعا. القاضي بالمحكمة الجزئية بالرياض والمستشار الشرعي الشيخ سعد عبدالعزيز الحقباني قال إن هناك نساء يسئن لزواج المسيار من خلال المتاجرة به، وقال في تصريح ل «عكاظ»: من المعلوم أن زواج المسيار هو عقد صحيح, لكن يشترط فيه أن تسقط المرأة بعض حقوقها مثل النفقة أو السكنى أو خلافه فإذا طلبت المرأة شيئا من هذه الأمور بعد الزواج فإنه يجوز لها، لذلك لجأت بعضهن إلى المطالبة بحقوقهن بعد الزواج من أجل أن تطلب الطلاق بعد أخذ المهر, وبعد أن تنتهي عدتها تقوم بالزواج مرة أخرى وتكرر نفس هذا الفعل بالزواج من آخرين, مشيرا إلى وقوع عدة زيجات بهذه الطريقة، و هذا يعتبر المدخل الدقيق لانتشار الزواجات غير المشروعة تحت مسمى زواج المسيار, فالرجل في نيته أن يتزوج ولظروف ما يريد أن يخفي زواجه فتأتي المرأة وتبيت النية بطلب بعض حقوقها التي تنازلت عنها في البداية, وتهديد بإخبار أهله وإلزامه بليلة معها, فهي تقوم بهذه المطالب وفي نيتها الطلاق حتى تأخذ المال ومن ثم تبحث عن زوج جديد, ونخشى أن يكون زواجها في هذه الحالة زواجا غير شرعي لأن العلماء حرموا الزواج بنية الطلاق لأنه يناقض المفهوم الأساس الذي قام عليه الزواج وهو تأسيس الأسرة, وسعادة وتحصين الطرفين, فمن تزوج مسيارا وكان في نيته الطلاق سواء كان رجلا أو امرأة فقد خادع الطرف الآخر ويخشى أن يكون زواجا غير جائز. وختم الحقباني حديثه قائلا: إن هذه المسألة ليست ظاهرة لكنها مشكلة حقيقية بحاجة لحل, لافتا إلى أن هناك نساء مطلقات يشجعن الزوجات على الخروج على أزواجهن لتأخذ الطلاق وهو أمر غير محمود.