أكد مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض عضو تجمع الرياض الصحي الثالث على أهمية التشخيص المبكر والتدخل السريع في حالات اضطراب طيف التوحد، حيث تساعد في تحسين مهارات الطفل الاجتماعية والتواصلية، ويمكن أن تؤدي إلى تحسن كبير في نوعية الحياة، مشددًا على أهمية دعم الأسرة والمجتمع لمساعدة الأطفال على الاندماج والنجاح، مبينًا أن كل طفل مصاب بالتوحد مختلف عن الآخر فلا توجد طريقة واحدة تناسب الجميع. وأوضحت استشاري طب نمو وسلوك الطفل بالمجمع الدكتورة فاطمة بنت سعيد الأحمري أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي عصبي يتميز بوجود صعوبات في التفاعل الاجتماعي لدى المصاب، وصعوبات في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وتكرار السلوكيات والاهتمامات بشكل مقيد. وذكرت أن هذا الاضطراب يعد أكثر شيوعًا بين الذكور مقارنة بالإناث، ويؤثر على جميع الفئات العرقية والاجتماعية والاقتصادية، وتعود أسباب الإصابة به إلى ثلاثة عوامل رئيسية تشمل، العوامل الوراثية، حيث أن هناك دور كبير للجينات مع وجود ارتباط بين التوحد وبعض الاضطرابات الوراثية، وكذلك العوامل البيئية، والعوامل البيولوجية فقد يكون هناك ارتباط بين التوحد وبعض المشكلات العصبية أو المناعية، وبينت د. فاطمة أن هناك خرافات قديمة متعلقة بالإصابة بهذا الاضطراب، حيث كان يُعتقد أن التوحد سببه "الأم الباردة عاطفيًا" أو وجود مشاكل في التربية وهذا اعتقاد غير صحيح. وعن كيفية التعرف على التوحد، ذكرت الاستشارية الأحمري أن ذلك يعتمد على التشخيصات الحديثة وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) والتي تتضمن، صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة أو النمطية، مشيرة إلى أن التشخيص يتم بناءً على سلوكيات الطفل وليس عبر فحص طبي محدد. ونوهت استشاري طب نمو وسلوك الطفل الدكتورة فاطمة الأحمري أنه لا يوجد دواء شافٍ للتوحد، ولكن هناك استراتيجيات فعالة لتحسين حياة الطفل، تشمل العلاج السلوكي والتدخل المبكر، والعلاج الوظيفي وعلاج النطق لتحسين المهارات الحركية والتواصلية، والدعم التعليمي والتكيف المدرسي، عبر برامج متخصصة لمساعدة الأطفال على التعلم والتفاعل الاجتماعي، وأخيرًا العلاج بالأدوية، والتي تستخدم للتحكم في الأعراض المصاحبة مثل فرط النشاط أو القلق.