تستعد جامعة الخليج العربي بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين لتنظيم دورة تدريبية في مجال اضطراب طيف التوحد في الفترة من 19 ولغاية 21 أبريل المقبل في مقر جامعة الخليج العربي بالمنامة. وتهدف الدورة إلى تعرف المتدرب على المفاهيم الخاصة بالقياس والتقييم وعلى أنواع المقاييس والاختبارات التي تطبق في مجال الاضطرابات العصبية النمائية بشكل عام واضطراب طيف التوحد بشكل خاص، وكذلك التعرف على آخر المستجدات في تقدير السلوك التوحدي، وخاصة ما يتصل بالتعديلات التي وردت في تشخيص التوحد في دليل التشخيص الإحصائي للاضطرابات النفسية والعقلية الإصدار الخامس «DSM 5»، كما تهدف الدورة إلى التدريب على بناء الاختبارات والمقاييس التي يمكن تطبيقها في مجال اضطراب طيف التوحد، وأن يكون قادرا في نهاية الدورة على تطبيق المقاييس الحديثة التي تناولت قياس وتقدير السلوك التوحدي. وقال الدكتور سعد الخميسي منسق الدورة «إن الدورة تأتي في سياق تطوير المفاهيم المتعلقة باضطراب طيف التوحد، حيث كان ينظر إلى التوحد على أنه أحد الاضطرابات النمائية الشاملة التي تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، والذي يتصف هذا الاضطراب بثلاثة أعراض أساسية تتمثل في قصور في التفاعل الاجتماعي، وقصور في التواصل اللفظي وغير اللفظي، إضافة إلى الاهتمامات والأنشطة المحدودة». موضحاً أن أدلة التشخيص العالمية كانت تفرق بين اضطراب التوحد «Autism Disorder»، وبين ما يعرف باسم اضطراب طيف التوحد «Autism Spectrum Disorder»، وكان يقصد به مجموعة من الاضطرابات التي تتشابه أعراضها مع أعراض التوحد مثل اضطراب اسبرجر «Asperger»، واضطراب ريت «Rett». وأضاف «تم في مايو 2013 إصدار الدليل الخامس من دليل التشخيص الإحصائي للاضطرابات العقلية والنفسية والذي صنف اضطراب التوحد تحت مجموعة الاضطرابات العصبية النمائية الشاملة، حيث ان محكات تشخيص التوحد تم تحديدها تبعا لهذا الإصدار في كل من القصور في التفاعل والتواصل الاجتماعي، وأن يكون لدى الطفل قصور في اثنين من كل من: مشكلات المعالجة الحسية، السلوك النمطي، السلوكيات المحدودة والمقيدة، والسلوك الروتيني، كما حدد التصنيف الجديد ظهور هذه الأعراض والمحكات خلال مرحلة النمو المبكرة من عمر الطفل ولم يحددها خلال الثلاث السنوات الأولى كما كان من قبل، إضافة إلى أنه أطلق مسمى طيف التوحد على كل من اضطراب التوحد وبعض الاضطرابات الأخرى التي تتشابه معه في الأعراض، مثل اضطراب اسبرجر، مع تمييز كل منهم ببعض العلامات والدلالات والأكواد التشخيصية. وأردف قائلاً «يتكون برنامج الدورة من (15) ساعة تدريبية موزعة على ثلاثة أيام، بواقع خمس ساعات يومياً، تتضمن مقدمة عن الاختبارات والمقاييس، الاختبارات والمقاييس في مجال اضطراب طيف التوحد، التدريب على تصميم المقاييس، تشخيص التوحد في ضوء «DSM 5»، تطبيقات عملية، وتسعى الدورة أن يكون المتدرب قادراً على بناء أدوات قياس ذات أسس علمية، وكذلك الإلمام بأساليب القياس وببعض الأدوات الحديثة المستخدمة في مجال اضطراب طيف التوحد». يشار إلى أن كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي أطلقت في نوفمبر الماضي، الدبلوم التأهيلي المتوسط لاضطراب التوحد بالتعاون مع برنامج تمكين، لتستفيد منه تسع معلمات ومعلم واحد يعملون في مجال تعليم ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد وينتسبون للجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد في مركزي الوفاء والرشاد. وأكد الدكتور خالد العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي خلال حفل إطلاق البرنامج أن جامعة الخليج العربي نذرت نفسها منذ تأسييسها قبل 35 عاما لتلبية احتياجات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخدمة قضاياه المشتركة التي يتقدمها الجانب الصحي والتربوي، موضحاً أن اضطراب طيف التوحد هو واحد من الاضطربات الملحة التي تتصدر جملة من القضايا الخليجية التي تسعى الجامعة للمساهمة في توفير حلول وعلاجات لها عبر نشر التوعية وتأهيل وتدريب الكفاءات المتخصصة لرعاية أطفال اضطراب طيف التوحد، كجزء من رعايتهم وتأهيلهم للاندماج مع المجتمع الأكبر.