رحم الله الأستاذ محمد بن علي الفايز؛ وزير الخدمة المدنية الأسبق، رجل الأخلاق ومثاليات التعامل مع الآخرين، الرجل الذي عرفته وعايشته عن قرب في مراحل عمري العملي بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والتي امتدّت 39 عاما عدة سنوات منها تحت ادارته -رحمه الله - والتي أكن لها كل الاحترام والتقدير. وُلد الفايز -رحمه الله- في عام 1937م في منطقة حائل وتعود جذور أسرته إلى الفرعة في محافظة شقراء، حصل على الابتدائية والثانوية من المدينةالمنوره وشهادة الحقوق من القاهرة وماجستير الإدارة العامة من الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد كان -رحمه الله- أول محافظ للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وقبلها وكيلاً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية، رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. من الناحية الإدارية كان -رحمه الله- من أبرز الرجال الذين خدموا وطنهم بإخلاص، عبر مسيرة مهنية طويلة امتدت لعقود، حيث تقلَّد عددًا من المناصب الوزارية والقيادية، وكان له إسهام بارز في تطوير القطاع الحكومي والخدمة المدنية في المملكة. ومن الستة المؤسسين للتأمينات الاجتماعية حين كانت شعبة في وزارة العمل. ومن الناحية الشخصية كان في مجمله رجل أخلاق بالدرجة الأولى، فضلاً عن تميزه وكفاءته التي كان عمادها الاستقلالية الشخصية، واحترام الجميع، الذين بادلوه المحبة والاحترام، كيف لا وهو الرجل النبيل الذي كان يقدم كل جهوده بعيداً عن المصالح الشخصية والقريب دائماً من مصالح الآخرين.. القريب دائماً من مواقف المساندة والتقدير للجميع. قبل رحيله احتفظ لنفسه بإرث كبير من الخبرة الإدارية، فقد عمل تحت قيادة أربعة من ملوك السعودية، هم الملك فيصل بن عبدالعزيز، الملك خالد بن عبدالعزيز، الملك فهد بن عبدالعزيز، والملك عبدالله بن عبدالعزيز، -رحمهم الله جميعاً- وأكسبه عمله معهم طوال تلك السنوات خبرة تحتاج لمؤلفات ضخمة، فترك إرثًا إداريًا وقانونيًا كبيرًا، حيث ساهم في تطوير نظام الخدمة المدنية والتأمينات الاجتماعية، كما كان له دور بارز في التنظيم الإداري، وسياسات التوظيف في المملكة. وخلال مسيرته، كان -رحمه الله- أول محافظ للتأمينات الاجتماعية وأول وزير للخدمة المدنية، كما كان عضوًا بمجلس القوى العاملة، واللجنة العليا لسياسات التعليم، كما ترأس مجلس إدارة معهد الإدارة، وحصل على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الثانية تقديرًا لجهوده الوطنية. وفي الأخير أسأل الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته وذويه ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان.