عرفت العوشزية الواقعة في شرق محافظة عنيزة بهذا الاسم قديماً نسبةً لأشجار «العوشز» المنتشرة فيها، واشتهرت بالملح الطبيعي والذي يستخرج من بحيرة في أراضيها تتجاوز مساحتها الاجمالية 50 كيلو متراً مربعاً، كما عرفت العوشزية بتمازج التضاريس فيها بين الرمال والجبال، وحظيت بالحضور في تدوينات الرحالة والمؤرخين. وأوضح صالح التركي -مرشد سياحي بالقصيم- أن اسم «العوشزية» له حضوره منذ القدم، فقد كان متداولاً في روايات الرحالة المشهورين، والذين أُعجبوا بملحها وتكويناتها وجمالها وتاريخها، فقد كتب الريحاني عن تجربته في العوشزية: «وجدنا أنفسنا في نهر من الملح المتجمّد بطول خمسة إلى سبعة أميال، ووجهه كالماء، وقد عقده القر جليدًا»، واصفاً الملح في وسط القاع بالصلب، النقي، والناشف كالرمل، مع سُمك يبلغ أربعة أصابع. وذكر أن جون فيلبي قال عن بحيرة الملح: «غور واسع من الملح كأنه بحيرة متجمّدة مغطاة بالثلج»، مؤكداً على أن الملح الأبيض الصافي في العوشزية ذو جودة عالية، والمخزون لا ينضب، مما جعله موردًا أساسيًا للسكان المحليين. وكشف التركي أن معدن الملح ذائع الصيت والواقع في العوشزية عُرف بعدة أسماء منها بحيرة الملح، وسبخة العوشزية، ومملحة العوشزية، ذاكراً أن البحيرة تتجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء، وتتحوّل إلى بحيرة مائية ضخمة، ومع تبخر المياه عند ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف تتشكل بلورات الملح الأبيض على مساحة هذه البحيرة. وأضاف أن بحيرة ملح العوشزية لم تغب عن الواجهة، فقد تحولت من إنتاج الملح فقط إلى مكان جاذب للعوائل والشباب والمتنزهين من هواة البر والرحلات، خاصةً الأيام الممطرة، فعندما تمتلئ بمياه الأمطار يفضل العديد قضاء أوقات على ضفافها. المشي على ضفاف بحيرة الملح