تتسلل إلى فضاءات بيوت العوشزية في عنيزة رائحة الملح وهي قادمة من بحيرة الملح التي تعتبر من ملامح الحي، إذ درج الأهالي منذ قديم الزمان على استخراج الملح من البحيرة، ويعتبر هذا النوع من الملح الأكثر نقاوة وله طعم مستساغ. وتقع العوشزية على مسافة 18 كيلو مترا شرقي محافظة عنيزة وتستقبل زوارها بوجهها الثلجي الأبيض وبحيراتها المليئة بالكنوز، ومجاميع الطيور المهاجرة التي تجد ضالتها على شواطئ البحيرة وتمتد إلى نحو 50 كيلو مترا مربعا وتسعى المدينة إلى أن تؤسس لنفسها موقعا في روزنامة السياحة المحلية بما تمتلكه من مقومات تتمثل في البحيرة وأجود أنواع التمور مثل السكري وشقراء والمكتومي. وأجمع عدد من أهالي العوشزية أن الملح المستخرج من البحيرة يمتاز بشدة نقاوته ما جعل أهل العوشزية القدامى يمتهنون استخراجه في بلدتهم الصغيرة التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى نبات العوسج المحيط بأرضها. يقول محمد المطرودي، رئيس مركز العوشزية أن الملح النقي كان يستخرج منذ القدم من البحيرة الواقعة في قلب البلدة الصغيرة، مفيداً بأن لجنة تطوير العوشزية التي شكلت أخيراً بدأت في التوجه لاستثمار أطنان الملح ليكون مصدر جذب سياحي للعوشزية. وفيما يتعلق بتصدير الملح قال: هناك عروض من عدة شركات، لكن لم يفصل بهذا الموضوع حتى الآن لافتا إلى أن من أهم مميزات هذا الملح أنه يتكون من 95 في المائة من كلوريد الصوديوم مقابل 5 في المائة من معادن أخرى منها الماغنيسيوم والكالسيوم والفسفور والأيودين، بالإضافة إلى أكثر من 70 عنصرا معدنيا آخر. وأضاف المطرودي أن ذلك يأتي بعكس الملح المكرر الذي لا يحتوي على أكثر من مادة واحدة من كلوريد الصوديوم بالجسم، مؤكداً أن ذلك يجعله يتسبب بإحداث مشاكل للكليتين وغدد الادرينالين بالجسم وتوترات عصبية وعضلية ونفسية وصداع مستمر إلى جانب الشعور بالقلق والاكتئاب. وحول آلية استخراج وجمع ملح العوشزية يدويا، قال جمعة يتم اختيار الموقع الأبعد عن الطريق حتى يكون الأكثر نقاوة، ثم اختيار الأحواض الأكثر استواء لكي يتم التجميع بسماكة ثابتة ونقية من التراب، ويترك ماء بحيرة الملح ليملأ الأحواض ثم ينتظر لعدة أيام حتى يتبخر الماء نسبياً بعد مشاهدة تبلور الملح. وأضاف المطرودي يلي هذه المرحلة تجميع الطبقة المتبلورة من الملح ثم تترك لتجف ثم تعبأ في أوعية مختلفة استعداداً لاستخدامها مباشرة. من جانبه أوضح عبدالرحمن المقبل أمين لجنة تطوير العوشزية، أن بحيرة الملح الواقعة في بلدة العوشزية هي عبارة عن بحيرة ملحية لها مسميات عديدة منها سبخة العوشزية ومملحة العوشزية، موضحا أن البحيرة في منطقة منخفضة تجتمع فيها مياه الأمطار في الشتاء فتشكل بحيرة مائية ضخمة تستمر طوال فترة فصل الشتاء ومن ثم تتحول إلى ملح الطعام الأبيض في الصيف بعد تبخر المياه. تضاريس متنوعة بلدة العوشزية متنوعة التضاريس ما بين أراض طينية زراعية خصبة وأراض صحراوية وأراض رعوية، ويعمل سكانها بالزراعة، وتشتهر بزراعة القمح والشعير والأعلاف والتمور الممتازة مثل السكري، البرحي، الشقراء، المكتومي، كما يعمل السكان الرحل بالرعي وتربية الماشية، وتتمتع بلدة العوشزية بكافة الخدمات والإدارات الحكومية، حيث يوجد فيها مركز للرعاية الصحية الأولية، كما توجد بها مدرستان ابتدائيتان واحدة للبنين والأخرى للبنات، بالإضافة إلى مكتب للبريد وإدارة لمركز العوشزية.