العاصمة الخضراء

تشرف مبادرة السعودية الخضراء على تنفيذ خطة مستدامة وطويلة الأجل للعمل المناخي، وتسترشد المبادرة بثلاثة أهداف شاملة هي: تقليل الانبعاثات الكربونية، والتشجير واستصلاح الأراضي، وحماية المناطق البرية والبحرية.
وفي مواجهة أزمة التغير المناخي أُسست هذه المبادرة، والتي كانت قاعدة الانطلاقة، حيث أعلنت المملكة أنها تهدف للوصول إلى الحياد الصفري في عام 2060، ولا شك أن تحديد موعد للوصول إلى الحياد الصفري بات من أهم المعايير لتحديد مسار كل دولة في معالجة التغير المناخي وحماية البيئة على المدى البعيد.
المملكة اتخذت سياسة جديدة وأعدت استراتيجية تحمي البيئة وكوكب الأرض، ولكن تبقى المسؤولية عظمى على الكائن البشري حيث يتحمل هذا الدور المهم في حماية البيئة، واتخاذ خطوات ملموسة لتفعيل هذه الحماية عبر ترشيد استخدام المياه، ووقف الإسراف الغذائي، واعتماد نهج جديد في أسلوب حياة يساعد على تكاتف الجهود في حماية الكوكب.
طرحت السياسة الدولية العديد من المصطلحات الجديدة في مكافحة التغير المناخي، وهذه المبادرات تمثل نقلة نوعية في جهود التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتؤكد الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم المملكة في إيجاد حلول عملية في هذا المجال البيئي.
وفي هذا الإطار يعد مشروع الرياض الخضراء واحداً من أكثر مشروعات التشجير طموحاً في العالم، وهو أحد مشروعات المساهمة في تحقيق أحد أهداف «رؤية السعودية 2030» برفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم بمشيئة الله.
وفي هذا النسق يسهم مشروع الرياض الخضراء في رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء في المدينة، وزيادة نسبة المساحات الخضراء الإجمالية فيها من خلال نشر وتكثيف التشجير في كافة عناصر المدينة ومختلف أرجائها، مع تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه المعالجة في أعمال الري، بما يساهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة في المدينة.
وفي نطاق الاستثمار سيتم في مشروع الرياض الخضراء تنفيذه بثلاثين مليار ريال في تأسيس مشروعات لها علاقة بحماية البيئة والمحافظة عليها، التي تستهدف غرس ما يزيد على 15 مليون شجرة، ورفع معدل نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 إلى 28 متراً مربعاً داخل النطاق الحضري بحلول عام 2030، مما سيسفر عن خفض ملموس في درجات الحرارة في الرياض من 1.5 درجة إلى درجتين، بالإضافة إلى ذلك سيتم توفير أكثر من 3300 حديقة متفاوتة الحجم و43 حديقة كبيرة الحجم لأجل تحسين جودة الحياة فيها، ومن المتوقع أن ينتهي المشروع في العام 2027.