من شمولية رؤية الوطن الطموحة في هذا العهد المبارك تفرد نوعية برامجها، والتي تعكس حرص واهتمام عرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، باحتوائها حتى على عدد من المشاريع التي تهدف إلى المحافظة على البيئة والطبيعة، وفي ذلك التزام غير مسبوق وتفردت به على المستوى العالمي من أجل تحقيق مستقبل يضمن الحياد الصفري للكربون بحلول عام (2060)، والطاقة النظيفة المستدامة لمواجهة تحديات الطاقة والتغيرات المناخية بحلول مبتكرة وجهود نوعية تعد الأولى من نوعها؛ وعلى هذا الأساس تبنت رؤية الوطن الواعدة تحقيقاً لذلك عدد من المبادرات للنظم البيئية للزراعة المستدامة وحماية البيئة الطبيعية والمحافظة على التنوع البيولوجي في عدة مشاريع لا يستطيع المقال حصرها. ولعل من أهم هذه المشاريع كموضوع لمقالنا اليوم توفير المساحات الخضراء من خلال تشجير المساحات والأماكن العامة، مما يعزز من جودة الحياة في المدن ومقومات التواصل مع الطبيعة والاستمتاع بنتاجها، ومن أهم تلك المبادرات في هذا الشأن مبادرة الرياض الخضراء، ومبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الخضراء؛ حيث يسعى مشروع الرياض الخضراء إلى المحافظة على البيئة إجمالاً عبر إنشاء مساحات عامة خضراء في مختلف أنحاء العاصمة، بزراعة (7.5) ملايين شجرة لتحسين جودة الهواء وتقليل استهلاك الطاقة وخفض درجات الحرارة وتحسين المشهد الحضري للمدينة مما سينعكس على تعزيز مقومات جودة الحياة والصحة العامة للمجتمع؛ أما مبادرة السعودية الخضراء فتهدف إلى التصدى لأسباب التغير المناخي على مستوى المملكة وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة بتحقيق الحياد الصفري بحلول عام (2060) وتسريع جهود الوطن في الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتشجير المملكة وحماية المناطق البرية والبحرية من خلال إطلاق (77) برنامج؛ وأخيرا مبادرة الشرق الأوسط الخضراء والتي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتهدف إلى الحد من أثار تغير المناخ إقليميا، باعتبارها تضع خارطة طريق لتسريع وقيادة العمل المناخي في المنطقة من خلال التشجير وتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث ستعمل المملكة وبما تتمتع به من مكانة رائدة إقليميا وعالميا على تأسيس مراكز وبرامج إقليمية تسهم في تحقيق أهداف واستثمارات من هذا المشروع، وقد تمخض عن ذلك اعتماد الدول المشاركة في تلك المبادرة إطار عمل حوكمتها بإنشاء الأمانة العامة لها في الرياض. مؤخراً وافق مجلس الوزراء الموقر على تشكيل مجلس أمناء «مؤسسة المبادرة الخضراء» برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء ذوي العلاقة، في بادرة تعكس حرص واهتمام مملكتنا على مكافحة التغير المناخي وتحسين جودة الحياة وحماية البيئة، ولعله من المناسب لتسليط الضوء عالميا على ما يقوم به الوطن من جهود لحماية البيئة والطبيعة، أن يتم إقرار جائزة تحفيزية تسمى باسم سمو ولي العهد الخضراء، بالشراكة مع المنظمات الدولية المختصة مثل «برنامج الأممالمتحدة للبيئة»، لتعزيز الاهتمام بالعمل البيئي والمبادرات البيئية، وفي ذلك توثيق وتقدير لما يقوم به سموه من جهود نوعية تهدف إلى الاهتمام بالبيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق التغير الإيجابي وتعزيز مستوى الوعي بأهمية البيئة والطبيعة.