جزء من منظومة الإعلام الرياضي التي تحتاج إلى تطوير شامل يبدأ بتطوير النقد الرياضي الذي تحول إلى -إعلام الأندية- فكانت النتيجة نقدًا بلغة وفكر المشجعين العاجزين عن التحرر من قيود الميول إلى حرية الموضوعية والنقد البناء.. يقول أحد الأصدقاء إنه كان يشاهد مباراة في كرة القدم ضمن مسابقة الدوري بين فريق مرشح للبطولة وفريق يحاول الهروب من الهبوط للمستوى الأقل.. يقول الصديق إنه اضطر لمتابعة المشاهدة بدون صوت للأسباب التالية: * الاستمرار في التعليق دون توقف بحديث إنشائي. * الخروج عن متابعة المباراة إلى موضوعات جانبية والإطالة فيها. * المبالغة في مدح الفريق المصنف في المستوى الأعلى بما لا يتفق مع مجريات المباراة. قد يكون أداء هذا الفريق سيئا وبمجرد تسجيل هدف حتى لو بقدم مدافع الفريق الآخر ينطلق المعلق في الثناء المبالغ فيه والتغزل بهذا الفريق وكأنه حقق معجزة رغم أن المباراة لا تزال في دقائقها الأولى! * من الملاحظات على بعض المعلقين الحديث عن أسباب خسارة الفريق الكبير وتحويلها إلى قضية، وتجاهل أسباب فوز الفريق الآخر. * طرح آراء خاضعة للماضي وليس لمجريات المباراة التي يعلق عليها وكأنها هي المؤثرة على النتيجة. * التسرع في إبداء آراء هي من اختصاص الحكم مما يؤدي أحيانا إلى تضليل المشاهدين. * التعليق وصفي بدرجة كبيرة، يصف تنقلات الكرة من لاعب لآخر كأنه يعلق من خلال الراديو، لا يتطرق للجوانب الفنية في أداء الفريقين وخطط المدربين. * عدم إنصاف الفريق المصنف بدرجة أقل حتى في حالة تفوقه، فالمعلق يقع تحت تأثير النتيجة التي يتوقعها مع الدقائق الأول من المباراة. * رفع الصوت إلى درجة الصراخ دون مبرر. حماس مبالغ فيه أحيانا لا يتفق مع مجريات المباراة. * بعض المعلومات التاريخية التي يسردها المعلقون كأنها تقول للمتلقي إن ثمة أسباب للفوز غير الأسباب الفنية، من ذلك مثلا: هذا الفريق لم يسبق له الفوز بهذا الملعب، هذا الفريق لا يخسر بهذا الطاقم، هذا الفريق لا يسجل في الدقيقة الخامسة! بشكل عام –يقول الصديق– إن التعليق على مباريات كرة القدم يحتاج إلى تطوير من حيث المحتوى ودرجة الصوت والإلمام بالجوانب الفنية وبقانون كرة القدم، والالتزام بالحياد والموضوعية، وعدم التسرع خاصة في إعطاء رأي يسبق قرار الحكم. ومن الصفات التي يشترك فيها معظم المعلقين مواصلة التعليق دون انقطاع، لا يوجد حتى ثانية واحدة للراحة وتجديد اللياقة، استطراد وكلام إنشائي وتكرار ممل. قلت للصديق: التعليق الرياضي جزء من منظومة الإعلام الرياضي التي تحتاج إلى تطوير شامل يبدأ بتطوير النقد الرياضي الذي تحول إلى -إعلام الأندية- فكانت النتيجة نقدا بلغة وفكر المشجعين العاجزين عن التحرر من قيود الميول إلى حرية الموضوعية والنقد البناء. إعلام الأندية أصبح منصات للتشجيع وليس للنقد. وصارت بعض البرامج الرياضية تبحث عن المتابعين عن طريق المناكفات والإثارة واستضافة من يملك المؤهلات لتحقيق هذا الهدف! المملكة تتطور وتبدع في كل المجالات إلا الإعلام الرياضي، هذا الإعلام يتطور فنيا وتقنيا لكنه يحتاج إلى جيل جديد من الكفاءات البشرية في مجال النقد الرياضي.