يعتقد الكثيرون بأن التعليق الرياضي السعودي أصبح يعيش في مرحلة عدم التوازن, ويجزم المتابعون للدوري السعودي الذي يُنقل حصريا على القنوات الرياضية السعودية أن التعليق يحتاج لإعادة صياغته, حيث يشير المتابعون الى أن غالبية المعلقين لا يملكون الحد الأدنى من أدوات المعلق المميز. (الجزيرة) اتجهت لأصحاب الشأن لأخذ آرائهم حيال التعليق والمعلقين السعوديين. * البكر: التعليق يمر بمرحلة انتقالية البداية كانت مع الزميل محمد البكر نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم والمعلق الرياضي السابق الذي أكد أن التعليق الرياضي السعودي يمر بمرحلة انتقالية تتطلب الصبر وقبول الوضع على أمل بروز أسماء أكثر تميزا بعد غياب مجموعة كبيرة من المعلقين الكبار سواء ممن اعتزلوا أو انتقلوا لقنوات أخرى.. وقال: التعليق الرياضي فقد مرجعيته، والقائمون عليه حاليا لا يملكون الخبرة الكافية، ولهذا سيكون من الصعب بروز أسماء كبيرة كما كانت في السابق حيث كان التعليق الرياضي يحظى بالكثير من الاهتمام من خلال متابعة شخصيات كبيرة كسمو الأمير الراحل فيصل بن فهد والأمير سلطان بن فهد والدكتور صالح بن ناصر و منصور الخضيري وخالد الحسين. وتحدث عن أبرز سلبيات المعلقين الحاليين, حيث قال: إذا استثنينا معلقا أواثنين فإن البقية سلبياتهم كثيرة نتيجة لعدم الخبرة أو ممارسة النقد الصحفي بشكل خاص والإعلامي بشكل عام.. هم بحاجة لمزيد من مناقشة المدربين ومعرفة أساليب الخطط، فقد كان الحربان مثلا يحضر نقاشات مدرب المنتخب الكويتي مع اللاعبين وهذا ما فعلته أنا بدعم من فهد الدهمش رحمه الله أو علي داود وقت إدارتهما للمنتخب بتوجيه وتشجيع من خالد الحربان». وختم حديثه بالتطرق للحلول التي من الممكن أن تعيد التعليق السعودي لسابق جده, فقال: التعليق الرياضي بحاجة إلى اهتمام جدي ومتابعة وتدريب متواصل فلدينا شباب لديهم الجاهزية للنجاح والبروز. الأحمد: المباريات الجيدة تقود لتعليق جيد من جهته شدد المعلق الرياضي السابق ناصر الأحمد على أن التعليق الرياضي الجيد مرتبط دائما بالمباريات الجيدة والمباريات الضعيفة لا يمكن أن تخلق معلقا جيدا, وقال: عطاء المعلق خاضع لمجريات المباراة, ومثلما يتأثر اللاعبون بالحضور الجماهيري فالمعلق أيضا يتأثر بالمباراة الجماهيرية والعطاءات الفنية للاعبين. وعن أسباب تراجع التعليق, قال: لا أعتقد أن هناك تراجعا, ومثلما هناك «شرود ذهني» للاعبين والحكام, فقد يصاب به المعلق, ولعل من تابع مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي شاهد خطأ فادحا جدا جدا وغير معقول من حارس مرمى مانشستر سيتي ونتج عنه هدف, أيضا على مستوى التحكيم وفي الدوري الألماني أعتقد بأن الجميع سمع الهدف الذي سجل من خارج المرمى ودخل الشباك من الخارج وأحسبه حكم اللقاء. وأضاف: مثل هذه الهفوات التي نشاهدها لدى المشاركين في كرة القدم فلا بد أن نجد العذر لمن يخطئ من الزملاء المعلقين خصوصا وأن مهمتهم فيها كثير من الصعوبة, فاللاعبون قد يرتاحون في أوقات من المباراة, ولكن المعلق ملزم بالتواصل مع كل الأحداث. وتطرق لأبرز سلبيات المعلقين الحاليين, حيث قال: المشكلة هي أن ما قد أراه سلبيا يراه غيري إيجابيا, بمعنى أن كبير السن حينما يسمع معلقا صوته عال وبحماس مفرط قد ينزعج, وفي المقابل قد يراه متلق مراهق أو شاب متحمس أو شخص مندفع مع فريقه أمرا طبيعيا جدا ويجب أن يكون. وأشار الى أن المتلقي يتأثر بالأداء التعليقي من خلال حبه للفريق الذي يلعب.. وقال: المعلق يقدم لشرائح كبيرة من الناس يهمها الحدث وبالتالي يحاول أن يوازن بين تلك الشرائح رغم أن رضا الناس ضرب من المستحيل في عالم الحياة العامة فما بالك بالتعليق الرياضي. ورفض الحديث عن إبعاده عن التعليق واكتفى بقوله: « لا تعليق «. وأوضح أن التعليق لم يصل لمرحلة كبيرة من السوء حتى يُبحث عن الحلول, وقال: كثرة المباريات التي يعلق عليها المعلق خاصة ذات المستوى الكبير هي من تقدم المعلق. نقشبندي: التعليق المحلي يفتقد للمرجعية من جانبه, قسم المعلق نبيل نقشبندي التعليق لقسمين محلي وعربي, وقال: بداية دعني أقسم التعليق الى تعليق محلي خصوصاً وتعليق عربي عموماً, فالتعليق المحلي فى رأيي أنه افتقد للمرجعية بعد وفاة رئيس لجنة المعلقين زاهد قدسي رحمه الله عام 2003م، حيث فقدنا الشخص الذى يقيم ويتابع بخبرة وحيادية وله نظرة ثاقبة فى موهبة المعلق ودعمها ورعايتها للوصول الى أفضل المراتب، بالرغم من ظهور منذ ذلك الوقت عدد من الأسماء الجيدة تعليقياً ولكنها تفتقد للتوجيه والمتابعة من أصحاب الخبرة فى التعليق وليس أصحاب الخبرة الإدارية والخبرة هنا هى أكثر من 15 سنة على الأقل فى التعامل مع ميكروفون التعليق، وعلى العموم فإن التعليق المحلي جيد ويحتاج إلى قليل من الرتوش للوصول الى جودة الأداء, أما التعليق العربي فهو فى رأيي عبارة عن تقليعات وموضة تظهر وتغيب من معلق إلى الآخر من غير مضمون أو جودة أو صوت أو حتى ذوق عام. وتطرق لأسباب تراجع التعليق, حيث قال: إذا سلمنا ضمنياً ببعض التراجع فى التعليق الرياضي السعودي فهو عدم وجود مرجعية متخصصة والافتقار للدورات التدريبية المتقدمة والعلمية والعملية بالإضافة الى الآفة الكبرى للتعليق السعودي وهى التقليد الأعمى والسمج للمعلقين الخليجيين والعرب فى العبارات والصوت والأسلوب والطريقة واللهجة وحتى فى أخذ النفس (الشهيق والزفير)وبالطبع عند بعضهم عدم وجود الثقافة العامة والرياضية وحتى الشهادة العليا التى اعتبرها شرطا مهما ليكون الشخص معلقا رياضيا ليرتقي بالفكر وبالتعليم عن الأمور التعصبية». وأشار إلى أن أبرز سلبيات المعلقين الحاليين هي التقليد والتقليد والتقليد والتقليد ثم التقليد. وعرج بالحلول التي من الممكن أن تعيد التعليق السعودي لسابق مجده, وقال:» التنظيم الإداري للجنة المعلقين, وعمل ورش عمل للمعلقين مع معلقين محليين وخارجيين وحكام ومحللين, والتفهم العام للخطوط والحدود بألوانها التى تشكل إطار التعليق المحترم, وإيجاد وإصدار والتوقيع على ميثاق التعليق الرياضي من قبل المعلق الرياضي ولجنة المعلقين ومرجعها. الحربي: تقليص المرتبات سبب هجرة المعلقين إلى قنوات أخرى من جانبه أعاد المعلق عبدالله الحربي أسباب تراجع التعليق السعودي إلى عدة أمور, وقال: التراجع له مسببات وأبرزها, تقليص رواتب العاملين بالقناة وعدم وجود ثقة تجاه أنظمة الهيئة وعدم ضمان المستقبل بالتالي المعلق ذو القيمة الجيدة لا يقبل بالعمل مع القناة, وأما المعلق الشاب فلا يجد وليا مصلحا إنما يجد سوطا ينتظره على كل خطأ ومبدأ العقاب هو الشيء الوحيد الذي يتربص في المعلقين لكن لا رواتب مجزية ولا مكافآت في قناة تنتمي لأغنى بلد خليجي ومفترض أن تعبر عن مستوى تطور البلد». وتابع: أيضًا من جانب آخر اللوم يوجه على المعلقين الشباب إذ إن بعضهم لا هم له إلا إطلاق الألقاب والمديح بمناسبة ومن غير مناسبة حتى أسرف في هذا الجانب وأصبح مبالغًا يتكلم عن شيء آخر غير الذي نراه لأجل أن يكسب تعاطف جماهير ذلك الفريق ملغيًا فكرة المهنية». وأشاد بزميله معلق القنوات الرياضية جعفر الصليح, وقال: في هذه المناسبة أجدني مضطرًا لشكر الزميل جعفر الصليح الذي قدم نفسه بشكل رائع ومع ذلك القناة لا تعتمد عليه بل تتعمد توزيع المباريات بطريقة مستفزة حيث لا يوجد بنظرها نجم شباك وأقرب واحد حطوه على المباراة وعلى قولة أهل الحجاز طبطب وليّس يطلع كويس. وتحدث عن كيفية عودة التعليق للسابق, وقال:» لأجل عودة التعليق يتطلب الأمر أولًا إلغاء فكرة أن يكون المايك متاحًا لكل من هب ودب وأن يتلاعب بمسامع الجماهير, ولو أن القناة قدرت التعليق وحسست المعلق بالمسئولية لجعلته يدرك حجم المايك حيث إنه لا يصل إليه إلا من يثبت كفاءته وحينها من ينجح يجب أن يوضع له اعتبار وتوضع له امتيازات حتى يشعر بأهمية المكان ولا يفكر بمكان آخر يجعله يتهاون بمكانه.