استقرار تشهده أسعار الغالبية العظمى من السلع والمنتجات الرمضانية بدعم من وفرتها في منافذ البيع ومستودعات التخزين رغم ارتفاع الطلب نتيجة لإقبال الأهالي على التسوق وشراء الطعام والمواد الغذائية الرمضانية، يصاحبه ميل لتراجع أسعار الكثير منها نتيجة لأسباب متعددة في طليعتها المنافسة القوية بين أصحاب المحلات التجارية لاستقطاب المستهلك، وتسبب تلك المنافسة في زيادة العروض الترويجية على مختلف السلع والمنتجات الرمضانية خصوصا وأن موسم التخفيضات لرمضان والعيد للمستهلكين بدأ مبكرا هذا العام منذ 10 شعبان 1446ه الموافق (9 فبراير 2025م)، وسيستمر حتى 5 شوال 1446ه الموافق (3 إبريل 2025م)، وقد تجاوزت عدد رخص التخفيضات المرخصة خلاله للمنشآت التجارية والمتاجر الإلكترونية ألفي رخصة، تشمل أكثر من مليون منتج، أبرزها: الأزياء، والأدوات المنزلية بأنواعها، والأجهزة الإلكترونية والمواد الغذائية، والعطور وغيرها من السلع التي يكثر الطلب عليها في أفضل شهور العام لمبيعات التجزئة. أعلنت وزارة التجارة مبكرا، عن بدء التخفيضات الموسمية لشهر رمضان المبارك وعيد الفطر المبارك في المنشآت التجارية والمتاجر الإلكترونية، كما بينت أن عدد رخص التخفيضات للمنشآت التجارية والمتاجر الإلكترونية لموسم رمضان وعيد الفطر حتى الآن بلغت أكثر من ألفي رخصة، شملت أكثر من مليون منتج، أبرزها: الأزياء، والأدوات المنزلية بأنواعها، والأجهزة الإلكترونية والمواد الغذائية، والعطور وغيرها، وبإمكان المنشآت التجارية والمتاجر إصدار الرخص إلكترونياً عبر القنوات المخصصة لذلك، كما أوضحت أن الجولات التفتيشية مستمرة للتحقق من نظامية التخفيضات والرقابة عليها في جميع مناطق المملكة، ويمكن للمستهلك التحقق من نظامية وصحة التخفيضات من خلال مسح «الباركود» الظاهر في ترخيص التخفيضات بكاميرا الجوال لتظهر له جميع البيانات المتعلقة بالتخفيضات التي تشمل "نوع ونسبة التخفيضات، ومدتها، بالإضافة إلى بيانات المنشأة". ومن خلال جولات "الرياض" على العديد من منافذ البيع في عدد من الأسواق ومحال الهايبرماركت، كانت الأسعار مستقرة ومتوازنة بشكل كبير مع البيانات الإحصائية الصادرة من طرف الهيئة العامة للإحصاء الخاصة بمتوسط أسعار السلع والخدمات في السوق السعودي لشهر يناير 2025م مع ميل العديد منها للتراجع نتيجة للعروض الترويجية المغرية ،وكانت تلك البيانات الإحصائية قد أظهرت انخفاض أسعار 62 سلعة وخدمة، وارتفاع أسعار 102 سلع وخدمات أخرى، مع استقرار أسعار 3 سلع دون تغير، وذلك من إجمالي 169 سلعة وخدمة موزعة على 10 مجموعات منها مجموعة الأغذية والمشروبات وتتضمن 92 سلعة وكانت سلعة ملفوف أبيض هي أكثر السلع ارتفاعاً في الأسعار خلال شهر يناير الماضي، وذلك بنسبة 42.16 %، تلاها هيل أمريكي بنسبة 35.50%، بينما كان جبن كاسات محلي (المراعي) أكثر السلع انخفاضاً خلال نفس الفترة، وذلك بنسبة 13.92 %، تلاه برتقال أبوصرة مصري بنسبة انخفاض قدرها 11.51 %، وتصدرت الطماطم المحلي قائمة أكثر الأصناف انخفاضا بالنسبة لأسعار الخضار بنسبة 14.2 %، أي بواقع 6.1 ريالات للكيلو، كما تراجع سعر الفاصوليا الخضراء، بنسبة 5.8 %، إلى 11.18 ريالا للكيلو، فيما انخفض سعر الفلفل الأخضر البارد 3.3 % إلى 8.49 ريالات للكيلو، وتراجع سعر الفاصوليا الخضراء، بنسبة 5.8 %، إلى 11.18 ريالا للكيلو، فيما انخفض سعر الفلفل الأخضر البارد 3.3 % إلى 8.49 ريالات للكيلو، وتراجع سعر الفلفل الأخضر الحار على أساس شهري بنسبة 1.9 % إلى 9.41 ريالات، وأيضا تراجع سعر الطماطم المستورد 9.4 %، إلى 6.88 ريالات للكيلو، وانخفض سعر الخس المحلي بنسبة 3 % على أساس شهري، إلى 6.44 ريالات، وكان سعر البطاطس في منافذ التجزئة أقل مما تضمنته بيانات الإحصاء في يناير والتي أشارت إلى تراجع سعر البطاطس المحلي بنسبة 9.3 % إلى 4.57 ريالات للكيلو. وأكد لنا عدد من العاملين في منافذ البيع أن حدوث تفاوت طفيف في أسعار بعض أصناف الخضروات والورقيات أمر وارد في أواخر شهر شعبان وبدايات شهر رمضان نتيجة لزيادة الطلب عليها ولكن في حالة حدوثه فسيكون أقل حدة بكثير عما كان عليه في الأعوام السابقة في ظل التنوع في المحاصيل المحلية والزيادة الملموسة في معدلات الإنتاج المحلي، والارتفاع الذي تشهده معدلات الاكتفاء الذاتي إضافة إلى دعم المخزون المحلي للسلع الغذائية تحت مظلة مبادرة الأمن الغذائي، وظهر لنا ذلك في أسعار البصل التي تشير البيانات الإحصائية لشهر يناير إلى تراجع سعر المحلي منه بنسبة 8.6 % إلى 5.64 ريالات للكيلو، وتراجع سعر البصل المستورد بنسبة 1.9 % إلى 6.4 ريالات للكيلو، في حين ارتفع سعر الثوم الصيني بنسبة 1.7 % إلى 12.26 ريالا للكيلو، في حين سجل سعر الملوخية المحلية 2.55 ريال، مرتفعا بنسبة 0.4 %، فيما ارتفع سعر البقدونس 1.9 % إلى 1.07 ريال، بينما ارتفع سعر السبانخ 4.1 % إلى 1.26 ريال. كما أكد لنا عدد من تجار الجملة أن الإقبال الكثيف من قبل الجمعيات الخيرية والأفراد على شراء السلال الغذائية التي تحتوي على المواد الأساسية لوجبة إفطار صائم وتكفي لاحتياج الفرد طوال شهر رمضان المبارك وقيامهم بتقديمها للأسر الفقيرة والأيتام أو للعمل سفر إفطار صائم أو توزيعها يلعب دورا مهما في زيادة معدل المبيعات من مختلف السلع الرمضانية والمواد الغذائية مثل: الطحين، السكر، الأرز، المعكرونة، الدجاج، الزيت، الحليب وغيرها، بالإضافة إلى السلع غير الغذائية مثل المناديل الورقية، ورق الألومنيوم، المنظفات ومساحيق الغسيل وغيرها وهذا يساعد بشكل كبير على تمكنهم من خفض الأسعار بغية استقطاب تلك الجهات وضمان عدم ذهابهم إلى تجار آخرين أو إلى محال الهايبرماركت التي تقدم عروضا ترويجية قوية مثل اشتر منتجا وخذ الآخر مجانا أو تقديم خضم مباشر على المنتج أو تحمل الضريبة عن المستهلك. ويبقى الإقبال الكبير من قِبل المستهلكين وحرصهم على استهلاك اللحوم الطازجة على مائدة الإفطار دافعا وسببا رئيسا لزيادة الطلب على شراء الماشية الحية قبل دخول رمضان وسببا من أسباب ظهور الزيادة السنوية المعتادة التي يبادر لها تجار المواشي قبل دخول شهر رمضان وتتعاظم خلال فترتي عيدي الفطر والأضحى في كل عام، ومع أن البيانات الإحصائية الأخيرة تشير إلى زيادة على أسعار 8 أنواع من الأعلاف والحيوانات الحية، وتراجع أسعار 5 سلع من أنواع الأعلاف والحيوانات الحية في شهر يناير 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق إلا أننا تجولنا في حلقة الغنم ومواقع بيعها بمدينة جدة أظهر لنا أن أسعار المواشي الحية تتراوح حول 2000 ريال للسواكني الكبير الحجم، في حين يباع السواكني المتوسط الحجم بنحو 1700 ريال ويصل سعر الحري لنحو 1500 ريال وسعر النجدي 1300 ريال تقريبا أما النعيمي البلدي يصل لنحو 2000 ريال والنعيمي الكشميري لنحو 855 ريالا ويصل سعر الرفيدي الوسط المربى محليا لنحو 1000 ريال، وتتفاوت أسعار التيوس المحلية منها تبلغ نحو 1370 ريالا والتيوس المستوردة نحو 700 ريال، في حين يتراوح سعر كيلو لحم الغنم المبرد بين 35 و 50 ريالا وهو نفس سعر الجمل المبرد أما البقر فغالبا يكون متوسط السعر 45 ريالا للكيلو، ويبقى التخوف المعتاد من احتكار بعض التجار للماشية، والتحكم بأسواق الجملة، وارتفاع الأسعار السنوية هاجسا قد يلقي بظلاله على أسعار الماشية خصوصا في الأيام التي تسبق دخول الشهر المبارك وفي أول أسبوع منه. ويظهر بوضوح من خلال جولتنا على الأسواق الرمضانية أن منجزات المملكة في قطاع إنتاج لحوم الدواجن، وعملها لتكون في طليعة المنتجين للحوم الداجنة، قد انعكس بالإيجاب على معروض وأسعار الدواجن سواء المجمد منها أو الطازج المبرد في السوق وأتاح للمستهلك اختيار المنتج الذي يناسب احتياجاته وميزانيته من بين عشرات الخيارات المتاحة في السوق، كما أن وفرة الإنتاج السعودي من التمور والتي تصل إلى أكثر من 300 صنف من التمور أشهرها السكري، الخلاص، العجوة، الصقعي، والصفري، بإنتاج يتجاوز 1.6 مليون طن سنويا أسهم في توفر ما يناسب مختلف شرائح المستهلكين بالأسواق المحلية وما يضمن رضاهم عن الجودة والسعر في آن واحد.