لافروف: "الأهداف" قبل وقف القتال.. الكرملين: حوار ترمب وبوتين "واعد" حيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين "المقاومة" الأوكرانية في الذكرى الثالثة للغزو الروسي، فيما يتوافد في هذه المناسبة عدد من القادة الأجانب إلى كييف لتأكيد دعمهم لهذا البلد بعد تبديل الولاياتالمتحدة موقفها في تحول أعاد خلط أوراق النزاع، ومع إتمام الحرب عامها الثالث، كتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي "ثلاث سنوات من المقاومة. ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون"، شاكرا "كل الذين يدافعون عن أوكرانيا ويدعمونها". ووصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صباح الاثنين في القطار إلى كييف لحضور قمة تجمع بحسب زيلينسكي 13 مسؤولا فيما ينضم إليه 24 آخرون عبر الفيديو، ووصل قادة عدد من الدول الأوروبية ولا سيما رؤساء بلدان وحكومات دول البلطيق ودول شمال أوروبا ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. وأكد الرئيس زيلينسكي، أنه مستعد للتنحي "فورا" في مقابل انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي وثني روسيا عن أي عدوان آخر، وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف "إذا كان هناك سلام في أوكرانيا، إذا كنتم حقا ترغبون بأن أتنحى عن منصبي، فأنا مستعد... يمكنني مبادلة ذلك بالناتو"، مضيفا أنه على استعداد للتنحي "فورا" إذا لزم الأمر. وبعدما تبنى الرئيس الأميركي الموقف الروسي الذي يحمل أوكرانيا مسؤولية اندلاع الحرب في 24 فبراير 2022، تاريخ بدء الغزو الروسي، وباشر محادثات مع موسكو بدون أي مشاركة أوكرانية أو أوروبية، يصر دونالد ترمب على استعادة قيمة المساعدة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لكييف منذ ذلك التاريخ، من خلال وصول الولاياتالمتحدة إلى موارد أوكرانيا من المعادن الحيوية والنادرة. واستبعد زيلينسكي توقيع اتفاق يدفع ثمنه "عشرة أجيال من الأوكرانيين". من جانبها، لا تخفي موسكو ارتياحها بعدما كسر ترمب العزلة التي فرضها الغربيون على بوتين وباشر محادثات ثنائية مع روسيا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقا. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية". وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين إن موسكو لن توقف القتال في أوكرانيا إلا بعد تحقيق أهدافها من المفاوضات التي يعتزم الرئيسان الروسي والأميركي مباشرتها لإنهاء النزاع. وقال الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي فيدان هاكان في أنقرة "لن نوقف القتال إلا عندما تفضي المفاوضات إلى نتيجة ثابتة ودائمة تناسب روسيا الاتحادية". وتطالب موسكو عمليا باستسلام الجيش الأوكراني وتخلي كييف عن خمس مناطق تحتلها روسيا كليا أو جزئيا وتخليها عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وقيام سلطات جديدة في كييف. وفرض الاتحاد الأوروبي الاثنين مجموعة سادسة عشرة من العقوبات على روسيا، في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في بيان "منذ ثلاث سنوات، تقصف روسيا بلا توقف أوكرانيا على أمل انتزاع أراض لا تعود لها" مضيفة أن "كل رزمة من العقوبات تحرم الكرملين من الأموال الضرورية لشن هذه الحرب". وتستهدف العقوبات الجديدة التي اعتمدها رسميا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، 73 ناقلة نفط "شبح" جديدة تستخدمها روسيا للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها والتي تهدف إلى الحد من صادرات النفط الروسي، وتشمل هذه العقوبات أيضا حظرا على واردات الألومنيوم الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، وتُعتبر هذه العقوبات التي تهدف إلى إضعاف آلة الحرب الروسية، إحدى القضايا المطروحة في المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا. هذا ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى دعم أقوى لأوكرانيا ووعدت بمبادرات جديدة في الذكرى الثالثة لغزو روسيا الشامل الاثنين. وقالت فون دير لاين قبيل اجتماعها المقرر في كييف مع الرئيس زيلينسكي: "أوكرانيا الحرة وذات السيادة هي في مصلحة العالم بأسره". وبعد تأمين فجوة ميزانية أوكرانيا لعام 2025، أكدت على ضرورة تسريع المساعدات العسكرية. وأضافت:"يجب أن نسرع في تسليم الأسلحة والذخيرة بشكل عاجل"، مشيرة إلى أنها ستطرح قريبا خطة شاملة لزيادة إنتاج الأسلحة وقدرات الدفاع في الاتحاد الأوروبي- وهو ما ستستفيد منه أوكرانيا أيضا. وتحدث الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير عن معاناة الشعب الأوكراني وكذلك قدرتهم على الصمود. وقال شتاينماير في رسالة فيديو صباح الاثنين: "لقد مرت ثلاث سنوات منذ نقطة التحول التاريخية في 24 فبراير 2022 - ثلاث سنوات من المعاناة والعنف والخسارة للشعب الأوكراني. ولكن أيضا ثلاث سنوات من الدفاع الحازم عن الحرية والسيادة". وذكر شتاينماير أن الأوكرانيين لا يقاتلون من أجل أراضيهم فحسب، وأضاف: "إنهم يقاتلون من أجل الديمقراطية، ومن أجل تقرير المصير، ومن أجل أوروبا حرة - من أجل كل القيم التي تشكل أيضا أهمية أساسية بالنسبة لنا"، مؤكدا مواصلة ألمانيا دعمها للبلاد بمساعدات إنسانية وعسكرية وحماية اللاجئين، وكذلك دعم أوكرانيا في عملية إعادة الإعمار، وقال: "أوكرانيا ليست وحدها". وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إنه ملتزم تجاه أوكرانيا، وقال في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" في الساعات الأولى من صباح الاثنين: "منذ ثلاث سنوات، في هذه اللحظة بالذات، حطم غزو روسيا السلام في أوكرانيا وتسبب في معاناة هائلة للشعب الأوكراني". وأضاف في فيديو مرفق مع المنشور: "اليوم نحن جميعا أوكرانيون. المعاناة التي ألحقها بكم الروس منذ بداية هذه الحرب العدوانية هي قاسية ولا تغتفر". وتابع: "كنا معكم منذ اليوم الأول وسنظل معكم جنبا إلى جنب، كتفا بكتف. نريد سلاما عادلا ودائما، كما تريدون أنتم". وتابع "مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وأمن أوكرانيا هو أمن أوروبا". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الدول لا بد أن تعمل على إنهاء الحرب بين موسكو وكييف داعيا إلى سلام عادل ودائم بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.