اتهمت السلطات الروسية الاثنين القوات الأوكرانية باستهداف منصات نفطية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم، لافتة إلى سقوط ثلاثة جرحى على الاقل وعمليات انقاذ قائمة. وكتب حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف المعيّن من جانب موسكو على تيليجرام، «هاجم العدو المنصات النفطية لشركة (تشيرنومورنيفتغاز). وأضاف أن السلطات على تواصل مع زملائنا في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات الروسية ونحاول انقاذ الناس». واوضح انه تم انقاذ خمسة اشخاص بينهم ثلاثة جرحى من بين 12 شخصاً، فيما عمليات البحث عن الاخرين مستمرة «بمشاركة سفن دورية ووسائل جوية». ولم يحدد اكسيونوف المنشآت التي أصيبت، لكن شركة تشيرنومورنيفتغاز تنشط في العديد من حقول النفط والغاز في البحر الاسود وبحر آزوف قبالة القرم. من جانب أخر سيطرت القوات الروسية على أراض بمحاذاة نهر سيفيرسكي دونيتس الواقع على جبهة القتال في شرق أوكرانيا أمس الاثنين، وتوقع الرئيس فولودومير زيلينسكي أن تُصعد موسكو هجماتها قبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي من المنتظر أن تصدر القرار بشأن طلب كييف الانضمام إلى التكتل. وأكد الانفصاليون أنهم سيطروا على بلدة توشكيفكا على الضفة الغربية لنهر سيفيرسكي دونيتس، التي تسيطر أوكرانيا على معظمها، جنوبي مدينة سيفيرودونيتسك التي أصبحت ساحة القتال الرئيسية في أوكرانيا في الأسابيع الماضية. واعترفت أوكرانيا بأن موسكو حققت نجاحا في توشكيفكا وقالت إن الروس يحاولون الحصول على موطئ قدم هناك ليحرزوا تقدما في الجيب الأوسع الذي تسيطر عليه أوكرانيا في منطقة دونباس بشرق البلاد. وأكدت أيضا مزاعم روسيا حول السيطرة على ميتيولكين في الضواحي الشرقية لسيفيرودونيتسك. إلى ذلك استنكرت روسيا قرار ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حظر نقل السلع الأساسية إلى كالينينجراد، وهي منطقة روسية على بحر البلطيق تحيط بها أراضي الاتحاد الأوروبي. ويوقف الحظر الليتواني الذي بدأ سريانه يوم السبت شحنات الفحم والمعادن ومواد البناء والتكنولوجيا المتطورة إلى المنطقة. ووصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإجراء بأنه غير قانوني وغير مسبوق، وقال إن موسكو سترد عليه قريبا. ومن المتوقع أن يعلن زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري إصدار القرار لحصول أوكرانيا على وضع دولة مرشحة رسميا للانضمام إلى التكتل، وهو قرار ستعتبره كييف نصرا لها. ورغم أن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي سيستغرق سنوات، وهو ما سيجعل التكتل يصل إلى عمق الاتحاد السوفيتي السابق، فإن عضويتها ستحقق أحد أكبر التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة منذ الحرب الباردة. وقدمت أوكرانيا طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي قبل أربعة أيام فحسب من صدور أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قواته بدخول أوكرانيا يوم 24 فبراير. ويقول بوتين إن الهدف من العملية العسكرية الخاصة هو نزع سلاح دولة مجاورة تعتبرها روسيا تهديدا لها وكذلك حماية الناطقين باللغة الروسية هناك. وتعتقد كييف أن هدف روسيا الحقيقي هو استعادة السيطرة على أوكرانيا ومحو هويتها. وفي أقوى خطوة اتخذتها كييف حتى الآن في التمييز ضد الروس، وافق البرلمان الأوكراني على مشروعات قوانين الأحد تحظر قيام المواطنين الروس بعد العصر السوفيتي بنشر كتب أو إذاعة برامج موسيقية في البلاد. وقال وزير الثقافة الأوكراني أولكسندر تكاتشينكو إن القوانين التي يتعين أن يوقعها زيلينسكي قبل أن تصبح سارية، هدفها مساعدة المؤلفين الأوكرانيين على نشر محتوى مميز لأوسع نطاق ممكن من الجمهور الذي لم يعد يقبل أي إنتاج إبداعي روسي. موطئ قدم في توشكيفكا ودخلت الحرب مرحلة استنزاف قاسية في الأسابيع الأخيرة، حيث ركزت القوات الروسية قوتها المدفعية الساحقة على جيب في منطقة دونباس تسيطر عليه أوكرانيا، وهي منطقة ترغب موسكو في السيطرة عليها لصالح الانفصاليين. ووقعت الكثير من المعارك على طول نهر سيفيرسكي دونيتس. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن فيتالي كيسيليف مساعد وزير الداخلية في حكومة جمهورية لوغانسك الشعبية الانفصالية المدعومة من روسيا قوله إن بلدة توشكيفكا «تم تحريرها». وتقع المدينة على الضفة الغربية للنهر، جنوب مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك، وهي معقل أوكراني رئيسي. الأزمة الغذائية وتركز الاهتمام الدولي على محاولة استئناف صادرات المواد الغذائية الأوكرانية المتوقفة حاليا. وتعد أوكرانيا واحدة من المصادر الرئيسية في العالم للحبوب وزيوت الطعام، مما أدى إلى مخاوف من نقص عالمي في المواد الغذائية. وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين «ندعو روسيا إلى فك الحصار عن الموانئ. إنه أمر لا يمكن تصوره، لا يمكن للمرء أن يتخيل أن أربعة ملايين طن من القمح ما زالت محتجزة في أوكرانيا بينما يعاني الناس في بقية العالم من الجوع». وأضاف لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج «هذه جريمة حرب حقيقية، لذا لا أستطيع أن أتخيل أنها ستستمر لفترة أطول». وتلقي روسيا باللوم في أزمة الغذاء على العقوبات الغربية التي تقيد صادراتها، والألغام البحرية الأوكرانية في البحر الأسود. كما عطلت الحرب أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك شحنات النفط والغاز الروسية إلى أوروبا، التي ما زالت المصدر الرئيسي للطاقة في القارة ومصدر الدخل الأساسي لموسكو. وتلقي موسكو باللوم على عقوبات الاتحاد الأوروبي في تراجع تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب قائلة إن العقوبات منعتها من استعادة معدات الضخ التي تم إرسالها للإصلاح.