يكشف كتاب عقلية الصندوق الأسود للكاتب البريطاني ماثيو سايد أن الفشل ليس مجرد عقبة تعترض طريق النجاح بل هو أحد مكوناته الأساسية ويوفر لنا الخلفية الضرورية للتعلم المستمر وتحسين الأداء وتطوير طريقة تفكيرنا من خلال تغيير نظريتنا للفشل والاعتراف بأخطائنا حيث يمكننا بناء نظام تعلم شخصي يمكننا من تحقيق أهدافنا بفعالية أكبر. تناول الكاتب الذي يحتوي على 465 صفحة العديد من أفكار التدريب المتعمد وهو النهج الذي يركز على تطوير المهارات من خلال الممارسة والتغذية الراجعة المستمرة. ويؤكد الكاتب أن الأداء المتميز ليس نتيجة للموهبة الفكرية وحدها بل هو ثمرة الجهد والتعلم المستمر يعني أن الفشل في هذا السياق ليس نهاية الطريق بل خطوة ضرورية فيه. ويقول سايد: إنَّ العامل الأهم والذي يحدد النجاح في أيِّ مجال ينطوي على الاعتراف بالفشل والرغبة في التعامل معه. إلّا أنَّ معظمنا مقيَّد بعلاقة مع الفشل تحول دون تقدمنا، وتعيق ابتكارنا، كما تدمِّر حياتنا المهنية والشخصية، إذ إننا نادراً ما نعترف بالفشل أو نتعلم منه، على الرَّغم من أنَّنا غالباً ما ندَّعي عكس ذلك، بسبب اعتقادنا بأنَّنا نملك إدراكاً مسبقاً كاملاً للأمور، لكنَّ رؤيتنا لها عادة ما تكون ضبابية. ويقدم الكتاب ثلاثة دروس رئيسة عن الفشل وهي الاعتراف بالأخطاء أصعب من ارتكابها، تعمق التعامل مع الأفكار كفرضيات لا كحقائق مطلقة، أما الدرس الثالث بعنوان تغيير علاقتك بالفشل لتتوقف عن تجنبه. ويعتمد الكتاب على مجموعة واسعة من المصادر التي استقاها من علم الإنسان وعلم النفس، إلى التاريخ ونظرية التعقيد، لاكتشاف الأنماط الخفية التي يمكن التنبؤ بها لطبيعة الخطأ البشري، والاستجابات الدفاعية التي نظهرها عند ارتكاب الأخطاء، كما أنَّه يشارك قصصاً مذهلة عن أفراد أو مؤسسات تبنّوا سياسة الصندوق الأسود بنجاح، ليحققوا التقدُّم، أمثال ديفيد بيكام وفريق المرسيدس في الفورمولا ون وشركة Dropbox. ويتوجه هذا الكتاب للأشخاص الذي يريدون تحسين طريقة تعاملهم مع الفشل حيث يساعد على بناء علاقة صحية مع الفشل مما يمكن تحقيق تقدم فعلي في الحياة. ويعتبر هذا الكتاب الأكثر مبيعاً حسب صحيفة صندي تايمز البريطانية، وهو مختص في مجال تطوير الذات وصادر عن دار ملهمون للنشر والتوزيع.