أكد معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، أن مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية أصبحت نموذجًا عالميًّا لصناعة التعدين، وركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، التي تضع قطاعي الصناعة والتعدين ضمن أولوياتها لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة. جاء ذلك خلال حفل تدشين مشروع الفوسفات 3، وعددٍ من المشروعات التنموية والاستثمارية في مدينة وعد الشمال، بحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية، وبحضور معالي نائب الوزير لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، وعدد من القيادات الحكومية والتنفيذية. وأكّد معاليه أن الاستثمارات الصناعية والتعدينية في مشاريع الفوسفات بمدينة وعد الشمال تجاوزت 80 مليار ريال، مع خطط لضخ 50 مليار ريال إضافية في مشاريع الفوسفات المستقبلية؛ مما يعزز مكانة المملكة كونها إحدى أكبر منتجي الفوسفات عالميًّا، ويجذب المزيد من الاستثمارات النوعية، بفضل البنية التحتية المتطورة والمزايا التنافسية التي تقدمها المملكة للمستثمرين المحليين والدوليين في قطاع التعدين. وأشار الخريف إلى أن الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية والأساسية الممكنة لقطاع التعدين في مدينتي رأس الخير ووعد الشمال للصناعات التعدينية، بلغت ما يقارب من 100 مليار ريال، وتشمل مشاريع تطوير البنية التحتية والأساسية والخدمية، وشبكات الطرق الداخلية والخارجية والمرافق اللوجستية، ومحطات تحلية المياه ومعالجتها، ومحطات الصرف الصحي، ومحطات توليد ونقل الكهرباء، ومرافق الجهات الرسمية، والمدن السكنية، إضافة إلى شبكة قطارات التعدين بطول 1500 كم، ومحطات الغاز غير التقليدي ومرافق تحميل الكبريت المصهور، فضلًا عن دعم المبادرات المجتمعية التعليمية. من جهته، أوضح معالي نائب الوزير لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر أن مشروع فوسفات 3، الذي تم تدشين المرحلة الإنشائية له، يمثل نقلة نوعية في قطاع التعدين، حيث يسهم في رفع إنتاج المملكة من الفوسفات إلى 9 ملايين طن سنويًّا، مما يعزز مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسمدة الفوسفاتية في العالم، ويعزز دورها في دعم الأمن الغذائي العالمي، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الاستثمار الحكومي الكبير في تطوير البنية التحتية، حيث بلغت الاستثمارات الحكومية الممكنة لقطاع التعدين في مدينتي وعد الشمال ورأس الخير قرابة 100 مليار ريال، شملت شبكات الطرق، ومحطات الطاقة، والمرافق اللوجستية، والبنية التحتية الداعمة للصناعات التعدينية. وأوضح أن مشروع فوسفات 3 لا يمثل فقط توسعًا في القدرة الإنتاجية، بل يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، حيث يعد المشروع جزءًا من إستراتيجية طويلة المدى لزيادة إنتاج المملكة من الفوسفات إلى 20 مليون طن سنويًّا بحلول عام 2040، باستثمارات تصل إلى 130 مليار ريال. وزار معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية ومعالي نائب الوزير لشؤون التعدين، منجم حزم الجلاميد، الذي يُعد أول وأحد أهم مواقع مناجم الفوسفات في المملكة، حيث يضم مصنعًا متطورًا لاستخلاص مركزات الفوسفات، التي يتم نقلها عبر السكك الحديدية إلى مدينة رأس الخير، حيث تتم معالجتها إلى أسمدة الأمونيوم الفوسفاتية المستخدمة في تسميد الأراضي الزراعية. ويُنتِج المنجم ما يزيد على 11 مليون طن سنويًّا من خام الفوسفات، كما استثمرت شركة معادن للفوسفات في تطوير البنية التحتية للمنجم، حيث تم إنشاء محطة طاقة كهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة المياه الصالحة للشرب، وشبكة اتصالات حديثة، إضافة إلى شبكة مواصلات متطورة، مما يسهل عمليات التنقيب والإنتاج ويعزز استدامة عمليات التعدين. وتعد منطقة الحدود الشمالية نموذجًا فريدًا للتطور الصناعي والتعديني في المملكة، حيث تحتضن واحدة من أهم المدن التعدينية في العالم، مدينة وعد الشمال، التي تمثل محورًا رئيسًا للنمو الاقتصادي والاستثماري، بفضل موقعها الإستراتيجي ومواردها الطبيعية الغنية، وبما تمتلكه المنطقة من بنية تحتية متكاملة، وشبكات نقل متطورة، ومرافق صناعية حديثة، فإنها تستقطب الاستثمارات المحلية والدولية، وتسهم في خلق آلاف الفرص الوظيفية، مما يعزز التنمية المستدامة، ويؤكد التزام المملكة بتمكين قطاع التعدين كإحدى ركائز الاقتصاد الوطني ضمن رؤية السعودية 2030.