في محاضرة ثرية قدمها الكاتب والإعلامي عوضة بن علي الدوسي، واحتضنتها ثلوثية بامحسون، وقدمها الزميل مدير التحرير للشؤون الثقافية عبدالله الحسني، تناول العلاقة الجدلية بين الإعلام والتنمية، مسلطًا الضوء على دور الإعلام في المساهمة في الحراك الثقافي والاجتماعي، مستفيداً من الفرص التي أتاحتها له رؤية المملكة 2030 التي جعلت من الإعلام شريكًا أساسيًا في دعم التحول الوطني، وتعزيز الوعي المجتمعي، ومواكبة الإنجازات الطموحة للمملكة في مختلف القطاعات. افتتح المحاضر حديثه بالتأكيد على أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأحداث، بل أصبح لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الوعي الجماهيري، وصياغة التصورات المستقبلية، والمساهمة في توجيه الرأي العام نحو دعم مشاريع التنمية الكبرى. وأضاف أن رؤية 2030 قدمت نموذجًا متكاملًا لكيفية تسخير الإعلام كأداة تحفيزية، مستشهدًا بدور الإعلام في تسليط الضوء على مشاريع ضخمة مثل نيوم، والقدية، والرياض الخضراء، وبرنامج جودة الحياة، والتي لم تعد مجرد خطط مستقبلية، بل تحولت إلى واقع ملموس تتابعه وسائل الإعلام المحلية والدولية باهتمام بالغ. وتناول المحاضر خلال إفاضته في اللقاء حول الإعلام مسألة التوازن بين الدور التوعوي للإعلام ودوره في تعزيز التنمية، مشيرًا إلى أن رؤية 2030 أدركت أهمية الإعلام في بناء الوعي وتحفيز المجتمع على التفاعل مع مشاريعها الطموحة. وأوضح أن البرامج الإعلامية المتخصصة، مثل تلك التي تستعرض مبادرات صندوق الاستثمارات العامة، والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومشاريع التخصيص، أسهمت في تحويل الأهداف التنموية إلى قصص نجاح ملهمة، تعزز ثقة المواطن والمستثمر في مستقبل المملكة. وأضاف أن الإعلام التنموي قطع شوطًا كبيرًا في تقديم محتوى متخصص يرتكز على الحقائق والبيانات بدلاً من الخطاب التقليدي. كما استعرض الدوسي تأثير الإعلام الرقمي على التنمية، مشيرًا إلى أن المملكة قادت تحولًا رقميًا هائلًا في المجال الإعلامي، مما عزز وصول المعلومات التنموية إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور واستشهد بمنصات الإعلام الحكومي، مثل المركز الإعلامي لرؤية 2030، ومنصة "واس" الرقمية، وحسابات المتحدثين الرسميين للوزارات والهيئات الحكومية، التي باتت مرجعًا موثوقًا لنقل الحقائق والمعلومات في وقتها الحقيقي. وأكد أن الإعلام الرقمي ساهم في تعزيز الشفافية، مستشهدًا بدور المتحدثين الرسميين في تقديم المعلومة الدقيقة، حيث برزت أسماء لامعة في المشهد الإعلامي السعودي، مثل محمود عبدالعال، الذي أصبح خلال أزمة كورونا رمزًا للمصداقية والاحترافية، إذ نجح في كسب ثقة الجمهور بأسلوبه الهادئ والواضح، محولًا المؤتمرات الصحفية إلى مساحة تفاعلية بين المسؤول والمواطن. وفي الختام فتح باب المداخلات للحضور الذين أشادوا بالطرح ومحاور اللقاء. جانب من الحضور