نفذ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مؤخرا، لقاء حوارياً عن بعد، بعنوان: "المواطنة الرقمية"، وهو اللقاء الثامن والختامي ضمن مبادرة "الحوار الرقمي" التي ينفذها المركز في إطار مشاركته في فعاليات ملتقى مكة الثقافي الخامس المقامة تحت عنوان: "كيف نكون قدوة في العالم الرقمي؟". واستضاف اللقاء الذي أدارته إيناس فرح مشرفة المركز في منطقة مكةالمكرمة، كلاً من الدكتور فهد بن مزيد العضياني، وكيل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برابغ للتطوير، وازدهار أحمد علاف، مذيعة قناة الإخبارية، ومبارك الظفيري، خبير تدريب متخصص في برامج تدريب القيادات. وفي بداية اللقاء، استعرض الدكتور فهد بن مزيد العضياني، مفهوم المواطنة الرقمية، وعرفها بأنها مجموعة من الضوابط والقيم والمعايير الأخلاقية المتبعة في الاستخدام والتعامل الأمثل والصحيح مع العالم الافتراضي بشكل يسهم في رقي الوطن، موضحا أن مفهوم المواطنة الرقمية برز مع ثورة الاتصالات الرقمية وما وفرته من سهولة وسرعة في عمليات التواصل والوصول إلى مصادر المعلومات. ولفت إلى ضرورة الاهتمام بتقديم نماذج إيجابية مثالية حول كيفية الاستخدام الصحيح لوسائل التكنولوجيا حتى تكون قدوة حسنة لا قدوة سيئة، من أجل إيجاد مواطن رقمي يحب وطنه ويجتهد من أجل تقدمه، مبينا أن كل فرد منا اليوم يستطيع أن يسهم في صنع شخصية رقمية إيجابية أو سلبية عبر عالم تكنولوجي واسع النطاق وغير محدود الزمان، لذا لا بد من العمل من أجل المساهمة بنشر وتطبيق مفاهيم المواطنة الرقمية للارتقاء نحو مجتمع واع ومثقف. من جهتها أوضحت ازدهار أحمد علاف أن نشر ثقافة المواطنة الرقمية بين أفراد المجتمع بات ضرورةً مُلحة ومطلبا ضروريا في ظل التطورات العلمية الراهنة وتحدياتها، وذلك بتشجيع السلوكيات المرغوبة ومحاربة السلوكيات المنبوذة في التعاملات الرقمية، ليكونوا منتجين ومبدعين ومسؤولين في الفضاء الرقمي ومحافظين على القيم المجتمعية وممارسين للمواطنة الرقمية الإيجابية، لافتة إلى أهمية إعداد مواطنين يحبون وطنهم ويخافون عليه وعلى سمعته الرقمية ويحترمون عاداته وتقاليده وقوانينه، ويبتعدون عن كل ما يثير المشاكل والفتن تجاهه، لافتة إلى أن هناك أهمية مجتمعية كبيرة حالياً لزيادة المساهمة في نشر الوعي الأمني والرقمي ببعض التصرفات التقنية غير المسؤولة مثل سرقة الملكية الرقمية الفكرية والانتهاكات وحالات الاحتيال واستخدام برامج القرصنة أو اختراق البرامج والأنظمة وغيرها. وأكدت علاف على ضرورة المساهمة بنشر وتطبيق المفاهيم الحديثة عن المواطنة الرقمية في سلوكياتنا وأخلاقياتنا تجاه أنفسنا وغيرنا وتجاه وطننا الذي ننتمي إليه، موضحة أن المواطن هو مرآة لوطنه يعكس من خلالها شخصيته الرقمية التي يصنعها بنفسه من خلال سلوكياته ومشاركاته وثقافاته التي يجوب بها أنحاء الكرة الأرضية، لذا يجب تسخير التكنولوجيا لرقي مجتمعنا وخدمة وطننا وتقدمه والتعريف به في المحافل الرقمية. بدوره شدد الظفيري على ضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة وفق قواعد أخلاقية سليمة، مبينا أنه على الرغم من الآثار الإيجابية العديدة المترتبة على استخدام التكنولوجيا وظهور البرامج الرقمية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة واتساع نطاقها وسهولة متناولها لدى الجميع، إلا أنها تنطوي على الكثير من المخاطر التي تنتج عن سوء استخدامها، وهو الأمر الذي يستدعي تعزيز المواطنة الرقمية، من خلال توعية أفراد المجتمع بكيفية التعامل معها لدرء مخاطرها وتلافي سلبياتها واستخدامها وتوظيفها في الطرق الصحيحة والمفيدة. وأوضح أن التنمية الرقمية في المملكة باتت مشروع اقتصاد متكامل، مبينا أن جائحة كورونا سرعت من عملية التحول الرقمي الذي يعد أحد المكونات الأساسية في رؤية المملكة 2030، مؤكدا أن المملكة خطت خطوات وثابة نحو التحول الرقمي وتعزيز التقنيات الحديثة، لافتا إلى أن ذلك يمثل بحق فرصة عظيمة للاقتصاد السعودي والسعوديين والمملكة، وهو ما يجعل الاستثمار في التكنولوجيا وتدريب مواهبنا الشابة على كيفية جني ثمار التكنولوجيا في مستقبل المملكة الرقمية أموراً لا مفر منها. يذكر أن المركز شارك في ملتقى مكة الثقافي في دورته الخامسة بإقامة ثمانية لقاءات افتراضية تسلط الضوء على عدد من القضايا الحوارية المختلفة التي تنسجم مع طبيعة الملتقى ومع رسالة وأهداف المركز لنشر وتعزيز ثقافة الحوار وترسيخ قيم التعايش والتلاحم الوطني. وناقشت اللقاءاتُ التي شارك فيها خبراء ومختصون عددا من المواضيع المهمة منها المعارف الرقمية وتأثيرها في المجتمع، وتوظيف الحوار في العالم الرقمي، وتأثير الحوار الرقمي في العملية التعليمية، والإبداع في الحوار الرقمي، والثقافة الرقمية وعملية التحول الوطني. كما سلطت اللقاءاتُ الضوء على تأثير الثقافة الرقمية في المنظومة التربوية، والمواطنة الرقمية، بالإضافة إلى تعزيز الولاء الوطني ودوره في حماية النسيج المجتمعي، والحوار حول تأثير المعرفة الرقمية على مستوى إنجاز الوزارات الحكومية.