في زيارة هي الأولى منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا في ديسمبر الماضي؛ استقبلت دمشق وفدًا روسيًا رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتيف، والتي تهدف إلى إعادة بناء العلاقات بين البلدين في ظل الإدارة الجديدة. **إعادة بناء العلاقات ** أكدت الإدارة السورية الجديدة ضرورة معالجة "أخطاء الماضي" كجزء أساسي من استعادة العلاقات مع موسكو. وأشارت في بيان إلى أن العلاقة المستقبلية يجب أن تحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه. كما شددت على ضرورة تحقيق "العدالة الانتقالية" وضمان المساءلة لضحايا الحرب الطويلة التي شنها النظام السابق. دعم الصداقة رغم التغيرات شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أهمية الزيارة والحفاظ على "حوار دائم" مع السلطات السورية الجديدة، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن الزيارة جاءت في "لحظة حاسمة"، مؤكدة دعمها الثابت لوحدة وسلامة أراضي سوريا، من جانبه، أشار بوغدانوف إلى أن التغييرات في القيادة السورية لن تؤثر على طبيعة العلاقة بين البلدين، مع تأكيد استعداد موسكو للمساعدة في استقرار الأوضاع وحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. مصالح استراتيجية مستمرة في حين كانت روسيا من أبرز داعمي الأسد منذ اندلاع النزاع في 2011م، تسعى الآن لضمان مصالحها الاستراتيجية في سوريا، بما في ذلك الحفاظ على قاعدتيها العسكرية في طرطوس وحميميم.، وأوضح بوغدانوف أن الوضع الحالي للمنشآت الروسية لم يتغير، مؤكدًا استمرار الحوار لضمان المصالح المشتركة. التعاون الاقتصادي والعسكري وناقش الجانبان المشاريع المستقبلية للبنية التحتية والتعاون الاقتصادي، إلى جانب استمرار العلاقة العسكرية التي تعتمد عليها سوريا بشكل كبير، وكان أحمد الشرع قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن السلاح السوري ومعظم محطات الطاقة في البلاد تعتمد على الخبرات الروسية، مؤكدًا أن العلاقة الاستراتيجية مع موسكو يجب أن تستمر. التوترات الإقليمية والدولية وفي سياق متصل، تواجه موسكو ضغوطًا متزايدة بسبب تدخلها العسكري السابق بسوريا، في الوقت الذي تسعى فيه أوكرانيا إلى تقليص النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، مما دعا وزير الخارجية الأوكراني للمطالبة بإخراج روسيا من سوريا كخطوة لتعزيز الاستقرار في المنطقة. توازن جديد في العلاقات وتأتي هذه التطورات في ظل مرحلة انتقالية حساسة تشهدها سوريا، ومع استمرار الحوار بين موسكوودمشق، يبدو أن الطرفين يسعيان لتحقيق توازن جديد يراعي مصالحهما المشتركة، مع الحفاظ على استقرار العلاقات الاستراتيجية التي شكلت حجر الأساس للتعاون بين البلدين لعقود.