يلحظ المتتبعون للنشاط الثقافي في المملكة خلال السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للملتقيات والمجموعات الثقافية والأدبية على منصات التواصل الاجتماعي، وهذه النقلة المهمة تشير إلى تطور في المشهد الثقافي المحلي. ولعل وجود متابعين لهذه المواقع يشير لاهتمام المجتمع السعودي بالفكر والإبداع، خاصة إذا ما عرفنا أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن مثل هذه الأنشطة للنخب فقط. هذه الظاهرة تأتي كاستجابة طبيعية للتغيرات الاجتماعية والتقنية، وتوفر فرص جديدة لتبادل الأفكار وتعزيز الحوار الثقافي. ولعل ما جعل مثل هذه المواقع تنتشر في الفترة الأخيرة، عوامل عدة من أهمها: 1. التقنية وسهولة الوصول: أتاح الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مثل: إكس، وإنستغرام، وواتساب، إنشاء منصات تجمع المهتمين بالأدب والفن والفكر. مع سهولة استخدام هذه التطبيقات ومرونتها الأمر الذي يتيح مزيداً من المتابعين على الانضمام. 2. دعم المؤسسات الثقافية: تلعب وزارة الثقافة والجهات الداعمة للفنون دورًا كبيرًا في تشجيع المبادرات الشبابية، مما جعل هذه المجموعات أكثر تنظيمًا وتأثيرًا. بالذات إذا ما عرفنا أن توثيق مثل هذه المواقع عن طريق وزارة الثقافة والجهات المعنية يمكن أن يجعلها تجد دعمًا وتشجيعًا من قبل الوزارة، وأقصد هنا المجموعات المنظمة التي تتحول من مجرد "غروب" عادي، أو مجموعة فردية إلى جمعية تعاونية مثلاً. 3. رغبة في التعبير والمشاركة: مع زيادة وعي الشباب لدى المجتمع السعودي، ظهرت الحاجة لمساحات يعبّرون فيها عن آرائهم ويتبادلون وجهات النظر حول الأدب، والشعر، والفن، والفكر. ولعلني أحاول أن ألخص أهم الأهداف التي تظهر لي عبر هذه المنصات، والمتمثلة في النقاط التالية: * نشر الوعي الثقافي: تهدف هذه الملتقيات لتعزيز القراءة والتفاعل مع النصوص الأدبية والفكرية، مما يساهم في رفع مستوى المعرفة. * تطوير المواهب: من خلال جلسات نقدية ومسابقات أدبية، تجد المواهب الناشئة فرصة للتطور والنمو. * تعزيز الحوار الفكري: تناقش هذه المجموعات قضايا اجتماعية وثقافية مختلفة، مما يسهم في تشكيل وعي جمعي حول التحديات الحالية. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك: الأندية الأدبية الإلكترونية: مثل "مجموعة القراءة السعودية" التي تناقش كتبًا متنوعة عبر جلسات افتراضية. وكذلك الملتقيات الشعرية، وملتقى القصة الإلكتروني التفاعلي الذي نفرد عنه تقريراً موسعاً في هذه الصفحة.