البتروكيميائيات تواجه ضربة مزدوجة بالطلب المنخفض و«القدرات الجديدة»

شهدت أسواق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وشرق البحر الأبيض المتوسط تقلبات أقل بكثير في عام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، على الرغم من أن أسعار البولي بروبلين والبولي إيثيلين كانت في مسار هبوطي في الربع الأخير. وتشير التوقعات المبكرة لشهر يناير إلى تحول محتمل في الأسعار بينما تستمر الجغرافيا السياسية وإضافة القدرات في إلقاء ظلالها على المنطقة لبقية العام.
وأثقل الطلب الفاتر والإمدادات المتزايدة، فضلاً عن تدفق العروض الأمريكية الأكثر تنافسية إلى المنطقة، كاهل المنطقة. وقال اللاعبون: "ومع ذلك، ارتفعت أسعار البولي بروبلين في المملكة العربية السعودية للشهر الثاني على التوالي، وهو ما قد يكون نذيرًا لاتجاه صعودي قد يظهر قريبًا في بقية المنطقة".
في عام 2024، واجهت أسواق البولي بروبلين والبولي إيثيلين في جميع أنحاء الكتلة تحديات اقتصادية وسياسية غير مواتية بما في ذلك انخفاض قيمة العملات المحلية واندلاع الحرب في قطاع غزة ولبنان. وعلى الرغم من كل هذه التحديات، تشير مؤشرات أسعار كيم أوربيس إلى أن جميع الأسواق الإقليمية مرت بمدى أقل من التقلبات في عام 2024 مقارنة بعام 2023.
تقلبت أسواق البولي بروبلين والبولي إيثيلين في المملكة العربية السعودية في نطاق 200-300 ريال سعودي للطن في المتوسط بينما شهدت أسواق الإمارات العربية المتحدة وشرق البحر الأبيض المتوسط تقلبات تتراوح بين 100-150 دولارًا للطن على مدار العام. كان هذا ما يقرب من نصف التغيرات في الأسعار في العام الماضي، من الذروة إلى القاع.ويبدو أن هذا نابع من حقيقة أن المنتجين الإقليميين ظلوا تحت السيطرة من خلال خفض الإنتاج في سوق الطلب المنخفض بالفعل، وكان تدفق العرض إلى المنطقة أكثر تقييدًا من ذي قبل في أعقاب اضطرابات البحر الأحمر.وفي يناير الماضي، ربما كان تحرك المملكة العربية السعودية لتقييد صادرات البولي بروبلين من البائعين المحليين في محاولة لتجنب إساءة استخدام الأسعار التنافسية المقدمة للعملاء المحليين قد تجنب أيضًا تقلبات الأسعار الأكبر، مما أدى إلى محو الأسعار الرخيصة في السوق.ارتفعت أسواق البولي بروبلين السعودية بشكل طفيف للشهر الثاني، وانخفضت أسعار البولي إيثيلين للشهر الثالث. وفي المملكة العربية السعودية، أشارت عروض البولي بروبلين لشهر ديسمبر من منتج محلي رئيسي إلى زيادة قدرها 26 ريالاً سعوديًا للطن (10 دولارات أمريكية للطن) مقارنة بمستويات نوفمبر، مما يمثل الشهر الثاني على التوالي من طلبات الزيادات الطفيفة مع مكاسب إجمالية قدرها 60 ريالاً سعوديًا للطن (16 دولارًا أمريكيًا للطن) للشهرين على الرغم من انخفاض أسعار البولي إيثيلين.ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن ارتفاع أسعار البولي بروبلين هذه قد تحدت الاتجاه العام خلال الشهرين الماضيين، إلا أن المكاسب التراكمية ليست كبيرة بما يكفي لدفع الأسعار إلى مستويات مرتفعة جديدة. ويشير مؤشر أسعار كيم أوربيس إلى مكسب إجمالي قدره 60 ريال سعودي للطن (16 دولارًا أمريكيًا للطن) في المتوسط مع انتهاء الأسعار بالعام بالقرب من المستوى الذي شوهد في بداية العام.
وعلى عكس البولي بروبلين، أشارت عروض البولي إيثيلين لشهر ديسمبر من شركة سعودية كبرى إلى انخفاضات إلى 37 ريال سعودي للطن (10 دولارات أمريكية للطن) مقارنة بالشهر السابق. كان هذا هو الشهر الثالث على التوالي للانخفاضات، في حين تحدت أسعار البولي إيثيلين منخفض الكثافة الضعف في الدرجات الأخرى وارتفعت. وظل سوق البولي إيثيلين منخفض الكثافة السعودي عند أعلى مستوى له في 30 شهرًا. ويشير مؤشر أسعار كيم أوربيس إلى أن أسعار أفلام البولي إيثيلين منخفض الكثافة في المملكة العربية السعودية اتبعت اتجاهًا مستقرًا إلى أكثر ثباتًا منذ بداية عام 2024 ووصلت مؤخرًا إلى أعلى مستوى لها منذ مايو 2022. وكان هذا يتماشى مع الاتجاه العالمي حيث ظل البولي إيثيلين منخفض الكثافة مستقراً جدًا فيما يتعلق بمنتجات البولي إيثيلين الأخرى نظرًا لعدم وجود إضافات واسعة النطاق للقدرة.ووفقًا لمصادر محلية، لا يزال الطلب الفاتر مهيمناً حتى مع بداية العام الجديد. ومع ذلك، يحاول المنتجون الحفاظ على أسعار البولي بروبلين في مواجهة أنشطة إعادة التصدير من الشركات المصنعة المحلية المدعومة، وبالتالي حافظوا على تفاؤلهم هذا الشهر أيضًا"، وفقًا لرأي أحد المصنعين المحليين.وفي الإمارات العربية المتحدة، كشف الموردون من الشرق الأوسط عن عروضهم الأولية للبولي بروبلين والبولي إيثيلين في ديسمبر مع عمليات تجديد في الغالب مقارنة بمستويات نوفمبر الأخيرة. بعد فترة وجيزة، تم الإبلاغ عن خصومات تتراوح بين 20 و30 دولارًا للطن على الصفقات. أدت أساسيات السوق الضعيفة وسط ضعف الطلب والإمدادات الكافية إلى جانب ركود نهاية العام إلى خصومات على الصفقات على الرغم من محاولات البائعين لتجديد الصفقات، كما قال اللاعبون.
ويبقي التدفق الأمريكي أسواق شرق البحر الأبيض المتوسط تحت الضغط. وشهدت أسعار البولي بروبلين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط انخفاضات أكثر وضوحًا بمقدار 30-60 دولارًا للطن مقارنة بشهر نوفمبر. واتفق المشاركون في السوق على أن الطلب في قطاعات المشتقات ظل عند أدنى مستوياته، وهو ما انعكس على مشتريات البوليمرات. "كما أن انخفاض الأسعار ووجود مصادر أمريكية تنافسية هذا الشهر أيضًا أبقا اللاعبين في حالة تأهب حيث من المتوقع حدوث المزيد من الانخفاضات من الموردين في الشرق الأوسط"، وفقًا لتصريح أحد الموزعين في لبنان.وفي الوقت نفسه، شهدت أسواق البولي إيثيلين عمليات تجديد في الأردن أو انخفاضات طفيفة تصل إلى 20 دولارًا للطن في لبنان مقارنة بشهر نوفمبر، حيث أفاد اللاعبون عن أغشية البولي إيثيلين عالية الكثافة وأغشية البولي إيثيلين منخفضة الكثافة القصيرة لشهر ديسمبر.وتبدو توقعات الربع الأول قوية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكن الطلب الهش يلوح في الأفق. وربما وصلت أسعار النفط الخام عبر الكتلة إلى أدنى مستوياتها، ومن المتوقع حدوث انتعاش في أوائل عام 2025 وسط تكاليف لوجستية متزايدة وهامش ربح ضيق للبائعين، الذين كافحوا لرؤية زيادات كبيرة في الأسعار طوال عام 2024.ومع ذلك، فإن مجموعة من العوامل الهبوطية بما في ذلك تراجع الطلب على المشتقات، والتحديات الاقتصادية العميقة، والاضطرابات الجيوسياسية، والإمدادات الزائدة وتوقعات انخفاض الطلب على النفط، قد محت جميعها طلبات الزيادات الملحوظة المحتملة للعام الجديد.وهناك إضافات جديدة للطاقة من الشرق الأوسط على وشك الحدوث. وتستعد المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أكبر مصدري البولي بروبلين والبولي إيثيلين في العالم، للترحيب بطاقة إنتاجية جديدة من البولي بروبلين في عام 2025. ومن المقرر إطلاق مشروع شركة المتقدمة لمصنع معالجة غاز البروبان والبولي بروبيلين في الجبيل قريبًا. وبدأ المشروع المشترك مع شركة اس كيه كيميكل الكورية الجنوبية في البناء في عام 2021. ومن المقرر بدء تشغيل المصنع في أواخر عام 2024، يليه بدء تشغيل البولي بروبلين في الربع الأول من عام 2025، وفقًا للمصادر القريبة من الشركة. وتبلغ طاقة كل مصنع 800 ألف طن سنويًا.وتستعد شركة بروج الإماراتية أيضًا لبدء تشغيل المجمع الجديد، المسمى بروج 4، العام المقبل. اكتمل المشروع بنسبة تزيد عن 70% اعتبارًا من منتصف عام 2024 مع خطط لبدء العمليات بحلول نهاية عام 2025. وسيضم المجمع الجديد وحدة تكسير إيثيلين ضخمة بسعة 1.8 مليون طن سنويًا بالإضافة إلى 1.4 مليون طن سنويًا من مصانع البولي إيثيلين.لن تضيف هذه القدرات الجديدة المزيد من العرض إلى المنطقة فحسب، بل وأيضًا إلى أسواق البوليمر العالمية، التي كانت تعاني بالفعل من فائض حاد في العرض. وعلى الرغم من تخصيص جزء كبير من هذه الإضافات في القدرة لأسواق التصدير، إلا أن الأسواق الإقليمية قد تتحمل العبء الأكبر منها أيضًا. وقد يعرض هذا أيضًا جهود الموردين في الشرق الأوسط للخطر للالتزام بسياساتهم لإبقاء تقلب الأسعار تحت السيطرة كما فعلوا حتى الآن في عام 2024.