أثبت الاتحاد والهلال وبما لا يدع مجالاً للشك بأنهما الأقوى والأشرس في كرة القدم السعودية وأن المنافسة بينهما على الألقاب والبطولات هي الأبرز ولا يمكن أن تتأثر وحتى وإن غاب أحدهما يدرك الآخر أنه بدون ذلك المنافس يفتقد القيمة الحقيقية للمنافسة على الألقاب. أستهل مقدمتي بذلك عطفاً على ما شاهدته من مباراة مجنونة بين الفريقين وتحديداً في الأشواط الإضافية التي كاد الهلال أن يقترب من خطف بطاقة التأهل لدور الأربعة من المسابقة الأغلى محلياً والتي تحمل اسماً غالياً على قلوبنا كأس الملك لولا تدخل المهاجم كريم بنزيما ليجدد آمال فريقه ثم يكتب الحارس المميز رايكوفتش نهاية فصول القصة بقيادة فريقه لدور الأربعة. الاتحاد والهلال دائماً قبل وبعد الحدث تجد مواجهاتهما لها طابع خاص وتجد الاهتمام عالياً من أنصار الفريقين والمتابعين لكرة القدم السعودية والاحتفالية بالانتصار تجدها واضحة وإن كان الانتصار الاتحادي الأخير وكسر التفوق الهلالي بإقصائه من كأس الملك كشف عن حجم الفرحة الاتحادية بعودة فريقهم لحالته الطبيعية التي أعطته التميز هذا الموسم. حتى سباق المنافسة على لقب دوري روشن للمحترفين اشتعل بين الفريقين بعد تساويهما في النقاط مع نهاية الجولة الرابعة عشرة ومع دخول النصر والأهلي سباق المنافسة حتى وإن كان الأمل نوعاً ما أقل من الاتحاد والهلال إلا أن الجولات المقبلة لدوري روشن ستكون مشتعلة وتحديداً المواجهات التي تكون فيها أندية الشركات الأربع طرفاً فيها. أما التعادل الاتحادي وتعثره أمام الفيحاء لا يعني فقدان الأمل للاتحاد فالدوري مازال في بدايته والاتحاد كان متوقعاً تعثره عطفاً على قوة الدوري هذا الموسم إضافة إلى ذلك مازال مشواره طويلاً وفكرة أن ينتصر الاتحاد في كل مبارياته في ظروف إصابات وإيقافات وحالة من التراجع الفني لبعض العناصر فكرة صعبة ولا يمكن أن تتم في ظل منافسة شرسة وقوية. أما الهلال فقد عاد سريعاً بعد خروجه من كأس الملك واستطاع أن يهزم عروبة الجوف بخماسية قاسية عبرت عن حالة الغضب الهلالي بعد إخفاق مواجهة الاتحاد وكان ضحيته العروبة ومع ذلك مازال بعض الهلاليين غير راضين عن فريقهم وما يسمونه تخبطات مع المدرب جيسوس وبلا شك الحدث العالمي المنتظر في يونيو المقبل يجعلهم قلقين على فريقهم كثيراً. نقطة آخر السطر: بصراحة ما زال الأهلي لغزاً محيراً لعشاقه ومحبيه فما قدمه خلال (60 دقيقة) أمام الشباب يؤكد قوة الفريق الأهلاوي وأنه فريق غير عادي، ولكن الغريب أحداث نهاية اللقاء والتي كاد أن يلحق فيها الشباب بالتعادل لولا إنهاك حمدالله ورفاقه. وفي المقابل فإن الشباب يحتاج إلى عمل كبير من إدارته هذا الموسم إن أراد الحفاظ على حظوظه في خطف كأس الملك واستمرار الفريق بهذا الوضع حتى مع وجود فاتح تيرم المدرب التركي الشهير لن يغير في الأمر شيئاً فهناك خلل في منظومة الشباب الفنية تحتاج إلى تصحيح الوضع الفني، فالفريق بحاجة إلى عناصر مميزة إن أراد حتى العودة للمنافسة على البطولات اعتباراً من الموسم المقبل.