من مصلحة الكرة السعودية أن يظهر بطل جديد هذا الموسم لتستمر المتعة والإثارة والتشويق الكروي، ففكرة أن "يكوش" الهلال على كل البطولات المحلية قد تصيب المتابع الرياضي بالملل حتى الجمهور الهلالي لن يرى للمنافسة طعماً إن لم يكن هناك ندٌ لفريقهم لا يهزمهم في أرض الملعب فقط، بل حتى في المنافسة على الألقاب البطولات. فقد أفرزت مباريات الجولة الأولى من دوري روشن للمحترفين أن شهية الهلال للانتصارات مفتوحة، فبعد بطولة السوبر بدا مشوار الدفاع عن لقبه بانتصار كبير على الأخدود بثلاثية نظيفة أكدت أن الهلال لا يشبع من الانتصارات، وهذا بلا شك حق مشروع للفرقة الزرقاء. وبعيداً عن المنافسة فما يقدمه الهلال منذ الموسم الماضي يعتبر بمثابة درس من الدروس المستفادة في كيفية صناعة فريق بطل بمنهجية فنية واضحة واستقرار إداري وعمل مؤسساتي يترجمه الهلال حتى الآن بالسيطرة على البطولات المحلية وانتصارات تلو الانتصارات بغض النظر عن إخفاقه الآسيوي، فالهلال قادر على العودة في آسيا. وفي الجانب الآخر من عروس البحر الأحمر، ظهر الاتحاد الجديد الذي دعم صفوفه بصفقات مميزة في مقدمتها صفقة اللاعب موسى ديباي والذي على ما يبدو سيكون فرس الرهان الاتحادي هذا الموسم إلى جانب الجزائري حسام عوار والحارس الصربي رايكوفتش مع استمرار فابينهو وكانتي وبنزيما وهي ما قد تجعل الاتحاد على خط المنافسة مع الهلال. صحيح أن المباراة الأولى لم تكن مرضية فنياً لعشاق العميد إلا أن البدايات ليست مقياساً لإصدار الأحكام المتسرعة، ولكنها قد تكون فرصة مناسبة للجهاز الفني لمعرفة مكمن الخلل في الفريق والاحتياجات من العناصر التي تخدم أسلوب لعبه وهو ما يبدو أنه في اتجاه التخلي عن لويس فيليبي وجوتا ودعم العناصر بلاعبين مميزين. وفي الناحية الأخرى من العروس، ظهر الأهلي بانطلاقة جيدة وقد تكون مثالية عطفاً على عدم استكمال القطع الناقصة من العناصر الفنية التي يحتاجها الفريق وتحديداً بمهاجم بديل للبريكان وجناح بديل لماكسيمان، ويبدو أن الاستقرار الفني والعناصري قد ينعكس على الأهلي بالإيجاب هذا الموسم ويستمر في المستويات المميزة التي قدمها الموسم الماضي. ورغم هزة البداية والتعادل الذي خرج به النصر من موقعة الرائد إلا أنه يخالجني شعور بأن النصر سيقول كلمته هذا الموسم، يحتاج إلى إكمال منظومته الفنية والاستقرار الإداري باختيار رئيس مجلس إدارة يشغل المنصب الشاغر الذي تركه إبراهيم المهيدب فقط، فرونالدو ورفاقه قادرون على تقديم المستويات المميزة متى ما زالت كل المؤثرات الخارجية التي تلقي بظلالها على الفريق. أما الشباب والفتح وضمك والتي كانت مميزة الموسم الماضي فيبدو أن الإدارات والأجهزة الفنية انشغلوا بالتصريحات التي أخرجتهم خارج الملعب وبالتالي لم تكن نتائج افتتاحية مبارياتهم في الدوري بالشكل المطلوب وقد يعودوا إذا تركوا الأحاديث الجانبية وتفرغوا للعب. نقطة آخر السطر: عذر لجنة الاستدامة وبرنامج الاستقطاب للأندية العاجزة عن زرع الاستقرار في فرقها عذر غير مقبول نهاية الموسم، فالأمور واضحة ولا تحتاج محاباة أو مجاملة، والهلال نموذج حي للعمل المنظم، يليه الاتحاد الذي سبق أندية الصندوق بتعيين رئيس تنفيذي ومدير رياضي.