في مقابلة التوظيف تحصل مواقف محرجة بقصد أو بغير قصد. المواقف المحرجة المقصودة يراد منها اختبار ردة فعل المتقدم للوظيفة، أما غير المقصودة فهي العفوية التي تأتي نتيجة التأخر في الحضور أو بسبب القلق. لغة الجسد لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة لكنها تعطي مؤشرات أو مفاتيح تفتح باب شخصية المتقدم للوظيفة أو تعبر عن مشاعره قبل المقابلة أو أثنائها، وقد تحصل فيها مواقف تتضمن دروساً مفيدة تثري مسيرة الموظف المهنية. خذ مثلاً، أن أحد المتقدمين لوظيفة مهمة كان يجلس بطريقة لا تتفق مع أهمية المقابلة، كانت لغة جسد لا تعبر عن أهمية اللقاء. سأل مسؤول التوظيف المتقدم للوظيفة، هل تعتقد أن جلستك تعبر عن الجدية وتتفق مع أهمية الوظيفة المتقدم لها. شعر المتقدم للوظيفة بالإحراج، عدل جلسته، أنهى المقابلة، غادر المكان غاضبًا لم يؤثر ذلك الموقف على نتيجة المقابلة فقد ظفر بالوظيفة بجدارته، لكنه استفاد من تلك الملاحظة وتحول ذلك الغضب إلى شعور إيجابي وتقدير لمسؤول التوظيف. في مقابلات التوظيف تحصل مواقف مشابهة حين يتعمد أحياناً من يجري المقابلة إحراج الموظف وقد يتجاوز الحدود فيعلق على وزن المتقدم للوظيفة أو يركز على أمور خاصة لا علاقة لها بالأمور المهنية. مصدر الإحراج أو الأخطاء في مقابلة التوظيف قد يكون من الذي يجري المقابلة سواء كان فردًا أو لجنة، قد يطرح طالب الوظيفة سؤالاً ثم تأتي إجابة أعضاء اللجنة متناقضة! أو تكون الإجابة غير حاضرة! الدرس هنا أن من يجري المقابلة يجب أن يعد نفسه للمقابلة ويحضر جيداً ويطلع على السيرة الذاتية ويستنبط منها الأسئلة. التحضير للمقابلة ليس مطلوباً من طالب الوظيفة فقط. التحضير لمقابلة التوظيف مهم جدًا في المظهر والمضمون وهذه النصيحة توجه للمتقدم للوظيفة ولمسؤول التوظيف، نجاح مقابلة التوظيف يتطلب الالتزام بمعاييرها من الطرفين. من الدروس المهمة في موضوع التحضير للمقابلة أن يتجنب المتقدم للوظيفة حفظ إجابات جاهزة لأسئلة متوقعة. درس آخر يتعلق بتعامل صاحب العمل أو مسؤول التوظيف مع شخص صاحب خبرة وكفاءة ومستقطب من جهة العمل.. هل ستكون هناك مجاملة، هل ستكون المقابلة شكلية. هل سيتعامل صاحب الخبرة مع لجنة التوظيف بأسلوب التعالي؟ فإن فعل فكيف ستكون ردة فعل من يجري المقابلة، وما التوصية التي سيقررها مع الأخذ في الاعتبار كفاءة المستقطب وحاجة جهة العمل له؟ يرى بعض المجربين أن الحل هو طلب خطة عمل. من المهم في مقابلة التوظيف أن نتذكر أن قرار التوظيف هو قرار مشترك، المتقدم للوظيفة قد يكون بحاجة لها ولكن قد لا تعجبه بيئة المنظمة أو السلوك المتعالي لمسؤول التوظيف وما يطرحه من أسئلة لا علاقة لها بالوظيفة ومتطلباتها. مقابلة التوظيف مسؤولية مشتركة تقوم بها إدارة الموارد البشرية والإدارة التي سيعمل بها الموظف، وفي الغالب تغطي أسئلة المقابلة ثلاثة جوانب: المعرفة، والمهارات، والاتجاهات.. الجانب الأخير هو الجانب المفتوح الذي يتطلب مهارة التعرف على السمات الشخصية للمتقدم للوظيفة بطريقة غير محرجة وغير مباشرة. ومن حق المتقدم للوظيفة؛ بل من المهم ألا يكتفي بالإجابة عن الأسئلة، عليه أن يطرح الأسئلة التي تكشف له هو الآخر سمات المنظمة التي سيعمل بها، الأسئلة أحياناً أكثر تأثيرًا من الإجابات. اسأل حتى أعرف من أنت.