ننعم في هذا الوطن العزيز بنعم لا تعد ولا تحصى، أهمها ما وهبنا الله جل جلاله في علاه من قيادة حكيمة على مر العهود كانت ولازالت تضع الوطن والمواطن على قائمة أولوياتها، وصولاً إلى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله- وبما يشهده من غربلة حقيقية وغير مسبوقة لإعادة رسم لخريطة سياسات الوطن العليا، واستراتيجيته الأمنية والاقتصادية، وخططه التنموية والتنظيمية، لتشمل بعد ذلك منهجيات ومنظومات واستراتيجيات العمل الحكومي، وتكريس ثقافة العمل المؤسساتي في أجهزته، ومحددات الحوكمة في أطر أعماله، ومقومات النزاهة، وأصول الشفافية، ومبادئ المسألة، وأسس المحاسبة في منظومة قطاعاته الحيوية لحفظ موارد ومكتسبات الوطن باعتبارها بوابة الإصلاح والتطوير والمحرك لدفع عملية التنمية المستدامة، وبتخطيط ومتابعة كريمة ولصيقة من قبل عراب الرؤية والقائد الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والذي صنع من الأحلام والمستحيلات رؤية واعدة وفرصا متعددة، وسخرهما لخدمة دينه ورفعة وطنه وتمكين شعبه؛ وبدعم متناهٍ بما يتمتع به شعب هذا الوطن الأبي من متانة انتماء وصلابة ولاء ورباطة جأش وقوة بأس وبسالة ووعي للدفاع عن الوطن وقيادته والذود عنهما بشجاعة معهودة ضد خفافيش الشائعات ومرجفي العصر وأصواتهم الناعقة وحملاتهم المغرضة، والذين يؤلمهم ما يزخر به هذا الوطن الغالي من صور التلاحم والتعاضد الدائمة بين القيادة والشعب، وما ينعم به من رخاء وأمن واستقرار وازدهار. في الأيام القريبة الماضية أقر مجلس الوزراء الموقر ميزانية الخير للعام (2025م)، والتي جاءت بأرقامها كما هو متوقع ومعلن مسبقا، لكنها قطعا ألجمت أفواهاً كثيرة وأخرست ألسنة عديدة من المغرضين والمرتزقة والمشردين ممن فاحت رائحتهم النتنة بالحقد والتشكيك والتلفيق لكل ما يعيشه الوطن من نهضة ورقي وازدهار، وجاءت هذه الميزانية المباركة لتأكيد المؤكد بالعزم على مواصلة مسيرة التشييد المباركة وعجلة البناء والنماء التي يعيشها وطننا الغالي في هذا العهد الميمون، وأن المضي في مشروع ما يعيشه الوطن من حراك يسير بخطى ثابتة وتحت قيادة حكيمة ومتمكنة وواعية؛ فما أعلن من أرقام للميزانية العامة يؤكد ما نلمسه من تطور ملحوظ ونشاهده من إنجازات متفردة ونقرأه من أرقام إيجابية، ويعكس ما تحقق من مستهدفات ومراكز ومؤشرات وتصنيفات محلية ودولية، والتي كان آخرها بأيام قليلة من إعلان الميزانية العامة ترقية التصنيف الائتماني للمملكة وبنظرة مستقبلية مستقرة من قبل وكالة "موديز"، وهو ما يؤكد أن ما يشهده الوطن من متانة اقتصادية وتقدم في رحلة التنوع الاقتصادي ليس صدفة، بل نجاحات حقيقية وإنجازات ملموسة لمرحلة غربلة استراتيجية متعددة المسارات ومتنوعة المحاور. ولهذا نقول إن رحلة وخطوات توجيه استغلال موارد الوطن نحو خلق تنمية شاملة ومستدامة لبناء وتحقيق مستقبل مستدام ومستقر وآمن للوطن ورسم مرحلة جديدة من تاريخ وطننا المشرف تسير بخطى ثابتة وترعاها أيد أمينة؛ وأن الأهداف المرجو بلوغها والغايات المراد تحقيقها لا يتصور إدراكها إلا بتكامل الأدوار، فلدينا جميعاً أدوار متنوعة ومسؤوليات عديدة تجاه وطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة، ونتطلع إلى تحقيق مزيد من النجاحات والتقدم في السنوات القريبة القادمة.