تحل على وطن العمق التاريخي المناسبة الثالثة لتأسيسه على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في عام (1727م)، وفيه نحتفى بعراقة تراثه الحضاري الممتد إلى فترة ملحمة توحيد شتاته الملهمة على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في عام (1932م)؛ وفي هذا اليوم العزيز علينا جميعاً نؤكد على أهمية قيمة استحضار تأسيس هذه البلاد العامرة بالخير والاستثنائية بتاريخها الأصيل والعزيزة بقيادتها وشعبها الأبي والغنية بتنوع تراثها الحضاري والثقافي وثرواتها الطبيعية والوطنية، والذي هو حقيقة استشعار لغزارة وتفرد هذه البلاد المباركة بالعمق التاريخي والإرث الحضاري الحافل بالملاحم البطولية والتضحيات البشرية الجسيمة التي سطرها رجال هذا الوطن الغالي على مختلف مراحل وعهود نشأتها، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم في هذا العهد الزاهر من عزة ورخاء ونماء. قيادة حكيمة وعهد ميمون وملك استثنائي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله-، والذي عرف بكفاءة العمل، ونهج الالتزام، وسرعة التجاوب، وتحقيق النتائج، عمل ونشاط وحراك دؤوب ومتلاحق يؤكد أن مسيرة التشييد المباركة وعجلة البناء والنماء التي يعيشها وطننا الغالي في هذا العهد المبارك مستمرة، بل وتسير بخطى ثابتة، وترعاه أيد أمينة، وعهد مبارك استهل مسيرته المباركة بإعادة رسم خريطة سياسات الوطن الداخلية والخارجية، واستراتيجيته الأمنية والاقتصادية، وخططه التنموية والتنظيمية، لتشمل بعد ذلك منهجيات ومنظومات العمل الحكومي، ورسم سياساته واستراتيجياته وتكريس ثقافة العمل المؤسساتي في أجهزته، ومحددات الحوكمة في أطر أعماله، ومقومات النزاهة، وأصول الشفافية، ومبادئ المسألة، وأسس المحاسبة في منظومة قطاعاته كخطوة أولى وأساسية لحفظ موارد ومكتسبات الوطن باعتبارها بوابة الإصلاح والتطوير والمحرك لدفع عملية التنمية المستدامة. قيادة واعية وعهد مشرق لمستقبل زاهر يرسم معالم مجد نهضتها ومستقبلها الحديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كيف لا وطموحه عنان السماء بمشروع رؤية واعدة محور مشروعاتها الوطن، والإنسان السعودي مرتكز لجهودها وبرامجها وهدف لخططها واستراتيجياتها، فما نراه من جهود عن تطور مراحل رحلة التطوير ومسيرة التغيير وخطوات العمل، وما نشاهده من حراك دبلوماسي محوري في المشهد الإقليمي والعالمي، يعكس نجاح ما يعيشه الوطن من مرحلة غربلة استراتيجية متعددة المسارات والمحاور، ويؤكد العزم والمضي في هذا المشروع بخطى ثابتة، وراسخة، وقيادة متمكنة وواعية. ولهذا نقول إن ما نلمسه من تطور ملحوظ ونشاهده من إنجازات متفردة ونقرأه من أرقام إيجابية إلا باعث للاطمئنان على مستقبل الوطن والمواطن؛ فعراقة التأسيس والتوحيد تؤسسان لمجد تليد ومستقبل مشرق.