في لقاء أدبي احتضنته ديوانية آل حسين التاريخية" قدم الروائي أحمد السماري قراءة فنية لرواية "صراعي مع الفصام" للكاتبة الأميرة سميرة بنت عبدالله بن فيصل الفرحان آل سعود، والتي تسرد تجربة شخصية مع المرض النفسي لأحد المرضى الذي يعانون من الفصام، وقد جاءت قراءة السماري مبرزة للجوانب الأدبية والفنية التي جعلت منها عملًا مؤثرًا، عاداً إياها رواية إبداعية بامتياز لتوافرها على شروط وأركان الرواية. وقد جاء اللقاء تفاعلاً مع احتفالية اليوم العالمي للصحة النفسية، حيث استهلها الروائي أحمد السماري بشكره للدعوة الكريمة من الأستاذ عبد العزيز آل حسين، نائب رئيس جمعية "احتواء". وقد أشار إلى أنه حضر الحفل وتلقى نسخة من الرواية التي أصدرتها الجمعية السعودية للفصام، حيث كانت هذه الرواية بمثابة سرد عميق لرحلة أحد مرضى الفصام، مع تسليط الضوء على معاناته النفسية والصحية، وتفاصيل رحلة مرضه بدءًا من أعراض الهلوسة السمعية والبصرية وصولًا إلى صعوبة إدراك الواقع، مما أضفى على النص بعدًا إنسانيًا مؤثرًا. وفي بداية محاضرته، استعرض الروائي انطباعاته الأولى بعد قراءة الرواية، مشيرًا إلى أنه اختلطت في نفسه مشاعر الحزن والتعاطف مع المريض وأسرته. وقال: لقد شعرت بمزيج من الحزن على معاناة هذه الفئة الضعيفة، ومن جهة أخرى، شعرت بالامتنان لأولئك الذين حولوا هذه الرسالة المؤلمة إلى رواية يمكن أن تساهم في زيادة الوعي حول هذا المرض وتساعد في التخفيف من آلام المرضى وعائلاتهم. ثم استعرض الروائي السماري البعد الفني في رواية "صراعي مع الفصام"، لافتاً إلى أنه قرر أن يضعها تحت مجهر المعايير الفنية التي درسها الروائي الشهير كيرت فونيغوت في جامعة أيوا. فونيغوت، الذي أمضى سنوات طويلة في تعليم فن كتابة القصص والروايات، حيث وضع ثمانية أسس لكتابة القصة الممتعة. وأكد الروائي أن هذه الأسس تحققت بشكل مذهل في "صراعي مع الفصام"، حيث برع الكاتب في استخدام التقنيات السردية بشكل يتناسب مع موضوع الرواية ويبرز عمق معاناة الشخصية الرئيسة. وأشار الروائي إلى أن الرواية لم تقتصر على كونها سيرة ذاتية بقدر ما هي رسالة أدبية مهمة تسلط الضوء على معاناة المرضى النفسيين، وتحديات إدراك المريض لحالته. وأضاف: الكاتب استطاع أن يخلق عالماً سردياً مليئًا بالواقعية والألم، مما يجذب القارئ إلى عالم الشخصية الداخلية ويشعره بما تعيشه من صراع مستمر. كما تناولت الورقة كيفية استخدام الرواية لأسلوب السرد، الذي سمح للقارئ بأن يتعاطف مع الشخصية ويشعر بها، مع مراعاة الأسس الفنية التي تجعل القصة سلسة، مؤثرة، وقادرة على إثارة التساؤلات حول كيفية التعامل مع المرضى النفسيين في المجتمع. في ختام اللقاء، أكد الروائي أحمد السماري على أهمية رواية "صراعي مع الفصام" كأداة تعليمية تساهم في زيادة الوعي حول الأمراض النفسية وتحدياتها، معتبرًا أن العمل الأدبي يمكن أن يكون أداة قوية للتعاطف وتغيير المفاهيم المجتمعية، خاصة إذا تم تقديمه بشكل فني مميز. وأضاف: ما يجعل الرواية مهمة هو قدرتها على تحويل المعاناة إلى رسالة أمل، وتوجيه القارئ نحو التفهم والتعاطف مع الأشخاص الذين يواجهون مثل هذه التحديات. وعقب اللقاء فتح باب المادخلات للحضور الذين أكدوا على أهمية الدعم النفسي للمريض من خلال توفير بيئة محفزة تحتوي المريض وتسهم في تعزيز ثقته بنفسه واجتناب العزلة والاندماج بشكل فاعل مع محيطه والمجتمع عموماً. عبدالعزيز الحسين مرحباً بالحضور ويبدو الزميل عبدالله الحسني ومحمد العبدالوهاب والمتحدث أحمد السماري