شهد نائب أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، أمس (الاثنين) في جدة، حفل انطلاق أعمال النسخة الثالثة من "مؤتمر الابتكار في استدامة المياه"، الذي تنظمه الهيئة السعودية للمياه، بمشاركة أكثر من 480 خبيراً ومتحدثاً، يمثلون نخبة من العلماء والمبتكرين من 20 دولة، بحضور معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، كما شهد الحفل الإعلان عن أسماء المشاريع الفائزة في النسخة الثانية من "جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه". وتجول الأمير سعود بن مشعل في المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يعرض المشاريع المبتكرة وأحدث التقنيات في مجالات تحلية المياه، معالجة المياه، وإعادة تدويرها، كما كرّم سموه أصحاب المراكز الأولى الذين تفوقوا بأفكارهم ومشاريعهم الابتكارية ضمن منافسة شارك فيها أكثر من 540 مشروعاً، بينهم مشاركون من جامعات عالمية مرموقة، مثل جامعة أوكسفورد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، مما يعكس المستوى العلمي العالي للجائزة وأهميتها في دعم الابتكار في قطاع المياه. وحصد الجائزة الكُبرى المبتكر "لي نوانغ سيم" من جامعة نانيانغ التكنولوجية بسنغافورة، عن مشروعه "كشف قوة التناضح العكسي بالطرد المركزي"، والمبتكرة سو ميكام من شركة NALA Membranes من الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن مشروعها "أغشية مركبة رقيقة من مادة البولي سلفون الجديدة لتحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف". كما دُشّن على هامش المؤتمر، ولأول مرة، هاكاثون المياه "مياهثون"، الذي ينظمه مركز الابتكار السعودي لتقنيات المياه بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، ويهدف إلى تعزيز التنافسية الإبداعية، عبر تطوير حلول عملية ومبتكرة للتحديات المائية. وفي كلمته أكد رئيس الهيئة السعودية للمياه، المهندس عبدالله بن إبراهيم العبدالكريم، أن المؤتمر يمثل منصة علمية متخصصة، تسلط الضوء على أحدث التطورات والابتكارات في إدارة الموارد المائية، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الابتكار العلمي والبحثي كركيزة لتحقيق استدامة الموارد المائية، وتأكيد مكانتها كمرجع عالمي في تطوير حلول مبتكرة لإدارة المياه وتحقيق الأمن المائي المستدام،وأشار إلى أن الابتكار هو الوسيلة لإعادة تصميم نظم إدارة المياه، بما ينسجم مع احتياجات المستقبل. مضيفا "المؤتمر في كل عام يتبنى العديد من المبادرات التي تعزز الاستدامة وتقديم حلول مبتكرة في قطاع المياه وأن الهدف هو أن يصبح هذا المؤتمر حدثاً عالمياً يجذب الخبراء والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، وفي كل عام لدينا مبادرات تسهم في تحقيق الأهداف التنموية والاستدامة المائية، بما يواكب رؤية المملكة 2030، نعمل تحت توجه قيادتنا الرشيدة التي تضع الاستدامة في صلب كل مشاريعنا التنموية، وتأتي مبادرة سمو ولي العهد -يحفظه الله- بإعلان تأسيس المنظمة العالمية للمياه لتحقيق الأمن المائي العالمي على رأس المبادرات التي تعزز أهداف الاستدامة وجودة الحياة والتعاون الدولي في هذا المجال". كما أعلن خلال الحفل عن الهوية الجديدة لجائزة الابتكار العالمية، التي ستصبح تحت اسم "الجائزة العالمية للابتكار في المياه"، بما يتماشى مع توسع أهداف الجائزة، وتعزيز دورها في تطوير حلول مستدامة، وإشراك العقول الشابة في الابتكار. ويستمر المؤتمر حتى 27 نوفمبر، يناقش هذا العام أكثر من 180 ورقة علمية، بالإضافة إلى ورش العمل والجلسات الحوارية التي تجمع بين الأكاديميين والخبراء والمبتكرين لمواجهة التحديات المائية العالمية،ويتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعزز الابتكار في إدارة الموارد المائية، وتساهم في مواجهة تحديات الاستدامة، وتؤكد مكانة المملكة العربية السعودية الرائدة في قطاع المياه عالمياً، بما ينسجم مع رؤية السعودية 2030، حيث تتطلع الهيئة السعودية للمياه، من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر، إلى مشاركة الأثر الذي يصنعه الابتكار في تعزيز النمو المستدام، وإبراز التزام المملكة بتحقيق الاستدامة وأهميتها كركيزة أساسية لرؤيتها في القطاعات كافة.