تواصلت في جدة أعمال مؤتمر «الابتكار يقود التحلية» الذي تنظمه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، بالشراكة مع منظمة التحلية العالمية (IDA)، بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة م. عبدالرحمن الفضلي. وأعلن محافظ المؤسسة م. عبدالله العبدالكريم، في كلمة له افتتح بها أعمال اليوم الثاني للمؤتمر، إطلاق جائزة عالمية للابتكار، دعماً للجهود والمبادرات التي تعزز الابتكار وتحفز إليه، مشيراً إلى تبني كبرى الشركات السعودية المتخصصة في مجال صناعة تحلية المياه المالحة وسلاسل إمدادها لهذه الجائزة، رغبةً منها في دعم وتشجيع الابتكار في مجال صناعة التحلية، وتقديم دور محفّز للحراك الابتكاري من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية. وأكد العبدالكريم على أن «التحلية» ستُساند هذا التوجه الإيجابي والمثمر وتشجع الشركات الوطنية والعالمية في دعم هذه المبادرة، كما ستتبنى كافة الأعمال التنسيقية والإدارية بما يكفل احتضان هذه المبادرة من مجموعة المانحين، وهم شركات مطلق الغويري للمقاولات، وروافد للصناعة، والسعودية لخدمات الأعمال الكهربائية والميكانيكية، ومجموعة الشريف، والفنار، والراشد. وستركز الجائزة التي يبلغ مجموع قيمتها 10 ملايين دولار خلال ثلاثة أعوام، على محاور ترتبط بالجوانب البيئية في هذه الصناعة، وفرص خفض استهلاك الطاقة، وخفض التكلفة الرأسمالية والتشغيلية واستخدام التكنولوجيا الجديدة، وفرص التحول في نماذج الأعمال، والدراسات التحليلية المستقبلية ذات العلاقة بالابتكار. وتستهدف الجائزة الباحثين في مراكز الأبحاث، والجامعات، ورواد الأعمال، ومنتسبي الشركات العاملة في هذه الصناعة محلياً وإقليمياً وعالمياً، حيث سيتم تشكيل مجلس استشاري من المانحين وأعضاء مستقلين ولجنة تنفيذية للإشراف على إدارة الجائزة وتنظيمها. من جهة أخرى، أشار العبدالكريم خلال كلمته التي استهل بها ثاني أيام المؤتمر، إلى أن الابتكار يجعل الأفكار ذات قيمة عالية، وعلينا انتهاز الأفكار وخلق فرصة للاستفادة من الفكرة وجعلها ذات قيمة» وتطرق إلى حرص المؤسسة على تعزيز الابتكار ودعم مسارات تطبيقه، بما يتوازى مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، وقال: «نبني اليوم منظومات هي الأقل استهلاكاً للطاقة والأقل تكلفة للمتر المكعب على مستوى العالم، بتسخير الابتكار وسرعة تطبيقه وفق إدارة واضحة لموثوقية الإمداد والعوائد الاقتصادية الوطنية مع حرصنا الدائم على الابتكار بما يخدم الجانب البيئي، ونؤمن بأنه من المهم بالنسبة لنا أن نتعاون من أجل دولتنا والعالم، وأن نجتمع مع خبرائنا لمواجهة التحديات، ولأن نجعل المستقبل فرصة للجميع.. وعلينا اليوم تسليط الضوء أكثر وأكثر على رؤيتنا، والعمل على تحقيق أهدافها ومنها الابتكار الذي سيجعل كل شيء ممكناً في حياتنا، وسيصبح مصدرًا لحل مشكلاتنا». من جانبه، قال نائب وزير البيئة والمياه والزراعة م. منصور بن هلال المشيطي، في كلمته التي ألقاها ضمن أعمال المؤتمر إن هناك أكثر من 2 مليار إنسان يعانون من شح في المياه، ولذا من أهم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة توفر المياه للبشرية كافة، ومن هنا يبدأ التحدي للعلم والمبتكرين، لطرق المشكلة وبحث حلول مدروسة تراعي البيئة وتحقق الاستدامة. وأضاف: «بعزيمة قوية، وطموحات كبيرة.. تمضي المملكة لغاياتها التنموية والإنسانية مستمدة من أهداف رؤيتها التي ركزت على أهمية استدامة الموارد المائية، والحفاظ على البيئة من خلال عدة مبادرات أهمها السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، لتحقيق العدالة الإيكولوجية وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وصولاً للحياد الصفري عام 2060، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة».