حذرت الدكتورة ميساء بن عامر، استشارية أمراض السكري للكبار، من مضاعفات مرض السكري؛ حيث يُصاب مريض السكري بتآكل الأعصاب الدقيقة الطرفية، خاصةً في الأقدام والأيدي، ومن ثم لا يشعر المريض بأي جروح قد يُصاب بها، وبالتالي تبدأ بمشاكل كالجروح والتهابات فطرية وغير فطرية، وقد تكون سبباً – لا قدر الله – في بتر الأقدام أو اليدين. ناصحةً المرضى بعدم السير حفاة في المنازل، وأن تكون لديهم الثقافة والوعي بآلية ارتداء الجوارب الخاصة، وكذلك الأحذية الواسعة، حتى لا يصابوا بجروح لا يشعرون بها. وأضافت في تصريح ل"الرياض" أن من الأمور الإيجابية في المملكة في الوقت الراهن انتشار عيادات متخصصة في القدم السكري، لزيادة التوعية بهذا الأمر لتلافي المضاعفات الخطيرة. إضافةً إلى ذلك، ونتيجة لاهتمام الحكومة ووزارة الصحة بمرض السكري، أصبح في المملكة تخصص دقيق في السكري؛ فقد كان التخصص في الماضي مشتركاً بين "التخصص في الغدد والسكري"، ولكن الآن صار التخصص زمالة لمدة عامين يتخصص فيها الطبيب في مرض السكري "الزمالة في السكري" فقط، وقد حقق هذا التخصص نتائج جيدة في التشخيص ووسائل العلاج. كما ظهر تخصص جديد أيضاً، وهو تخصص "الزمالة في نمط الحياة". وأكدت د. ميساء أن من أسباب ارتفاع نسبة المصابين بالسكري في المملكة الأنماط الحياتية والغذائية، مثل الوجبات المشبعة بالدهون والسريعة، وقلة الحركة، ما يؤدي إلى زيادة السمنة، وهذه الأنماط ترهق البنكرياس، وبالتالي ترتفع نسبة الإصابة. أضف إلى ذلك العوامل الجينية، حيث إن وجود السكري في العائلة يعرض الأطفال جينياً للإصابة بالسكري. وأوضحت أن مقولة "50% من المصابين بالسكري في المملكة لا يعلمون بإصابتهم" هي مقولة صحيحة، ولكن بنسبة أقل من 50% نتيجة لزيادة الوعي المجتمعي. مشيرةً إلى وجود أكثر من نوعين من السكري، فهناك النوع الأول الذي يصيب الأطفال عادةً، والنوع الثاني الذي يصيب الكبار غالباً، كما أن هناك سكري الحمل، والسكري نتيجة الطفرات الجينية، ولكن يظل الأشهر بين الأنواع الأول والثاني. النوع الثاني هو الأخطر؛ لأنه يُكتشف غالباً في مراحل متأخرة، وبالتالي يكون المريض مصاباً بعدد من المضاعفات، منها التأثير على العيون والكلى والشرايين. أما النوع الأول فينتج عن وجود أجسام مضادة تهاجم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، ويكون العلاج الرئيسي معتمداً على الأنسولين. النوع الثاني يحدث بسبب مقاومة الأنسولين، أي أن البنكرياس يفرز الأنسولين، لكن الجسم لا يستفيد منه بسبب قلة الحركة أو السمنة، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم. وقد يكون السبب أيضاً إرهاق خلايا البنكرياس الذي يحد من إفراز الأنسولين بالكميات المعتادة، مما يرفع نسبة السكر في الدم. محذرةً من أن أعراض النوع الثاني من السكري بدأت تظهر على صغار السن نتيجة الأنماط الغذائية السيئة وزيادة السمنة بينهم. واختتمت تصريحها بأن الأنسولين علاج فعال، ولكنه ليس العلاج الوحيد، فمع تطور العلم وزيادة معرفة مسببات المرض، ظهرت العلاجات التي تناسب كل حالة؛ فهناك علاجات لتقليل مقاومة الأنسولين، وهناك أدوية تُستخدم مع الأنسولين في العلاج، حيث إن لكل حالة علاجها الخاص.