الامراض المزمنة خطر داهم يهدد حياة الكثيرين خاصة الذين يعانون من ضغط الدم السكري بسبب ارتفاع مستوى الدهون في الدم حيث يبلغ معدل انتشار السمنة بواقع أربعة اشخاص لكل عشرة مواطنين ، ايضاً التدخين الذي يمثل عاملاً آخر من عوامل الخطر المحدق بالحياة اذ ينتشر بمعدل شخصين لكل عشرة مواطنين ، وقد اجمع المتخصصون على ان العامل الوراثي يلعب أكبر دور في انتشار هذه الأمراض اضافة إلى العوامل الاخرى المتمثلة في العادات الغذائية وقلة الحركة والتدخين. د. خالد الغامدي استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك فيصل التخصصي اوضح بأن مرض السكري من الأمراض الشائعة على مستوى العالم وهو مرض استقلابي ايضي مزمن ، يتميز بزيادة مستوى السكر في الدم ، نتيجة لنقص نسبي أو كامل في الانسولين في الدم أو الخلل في تأثير الانسولين في الانسجة مما ينتج عنه مضاعفات مزمنة في اعضاء مختلفة من الجسم ، وقال ان الانسولين هرمون يفرز من خلايا بيتا في جزر لانجرهانس في البنكرياس ويتكون من سلسلتين من الاحماض الامينية مرتبطتين بروابط كيمائية بعد ان تنفصل منه سلسلة (سي) حتى يصبح فعالا ويمر في الكبد حيث يدمر 50% من الانسولين المفروز ، مؤكداً أن الانسولين ضروري للجسم كي يتمكن من الاستفادة من السكر والطاقة في الطعام. أما انواع مرض السكري اضاف د. الغامدي بانه نوعان سكري الاطفال (ويتميز بوجود تحطيم لخلايا بيتا في البنكرياس التي تفرز الانسولين أي فقدان الانسولين تماماً في الدم بواسطة اضداد ذاتية في دم المصاب ، ويحتاج الشخص منذ البداية إلى الانسولين لكي يعيش وهو معرض للاصابة بحماض الدم والمصاب يعيش على الانسولين مدى الحياة ولحسن الحظ ان نسبة انتشاره 10% فقط ، بينما مرض السكري النوع الثاني يتميز بوجود مقاومة للانسولين من قبل الانسجة حيث لا تستجيب له ، وهناك عوامل مساعدة على ظهور هذا النوع أهمها السمنة بنسبة 85% من الحالات ، والتاريخ العائلي للاصابة بمرض السكري في اقرباء من الدرجة الاولى 100% 74% من الحالات التي تشكل نسبة 90% ، ويصيب الاناث أكثر من الذكور وخاصة في سن البلوغ ، ويمكن علاجه بالحبوب ، والحمية ، واحياناً الانسولين في الحالات المتطورة. النوع الثالث والنساء وقال اما النوع الثالث من السكري فتصاب به النساء في فترة الحمل ، وهناك انواع أخرى من مرض السكري ولكنها ثانوية وقد تكون وراثية نتيجة خلل في الصبغة الوراثية التي تؤدي الى نقص في تكوين وافراز الانسولين ، أو لاصابة البنكرياس بمرض معين ، أو اصابة افراد بأمراض الغدد الصماء مثل متلازمة كوشينج ، فرط افراد الغدد الدرقية وضخامة التهاب الاطراف. وفي نفس السياق أوضح د. الغامدي ان هناك من الانواع الثانوية لامراض السكري ويصاب به الفرد نتيجة تناول العقاقير مثل الكورتيزونات ، ونتيجة الالتهابات الفيروسية التي تؤثر في البنكرياس مثل التهاب فيروس سايتوميغالو والحصبة الخلقية ، أي اصابة الطفل بالحصبة من الام اثناء الحمل. تشخيص السكري كيف؟ يقول د. الغامدي ان التشخيص بوجود احد المؤشرات التالية في يومين مختلفين واهمها وجود أعراض مرض السكري مثل فرط العطش ، وشرب الماء والتبول ، (معع فحص مستوى السكر في الدم في أي وقت) .. أكثر أو ما يعادل 200 مليجرام ، 100 ملي لتر دم أو 11 ملي مول - لتر دم ، أو من خلال فحص مستوى السكر في الدم بعد 8 ساعات صوم على الاقل من دون طعام (أعلى من أو ما يعادل 126 مليجراما أو 7 ملي مول) ، أو فحص مستوى السكر في الدم بعد ساعتين من فحص اختبار تحمل الجلوكوز ، أكثر من أو يعادل 200 مليجرام ملي لتر دم أو 11 و1 ملي مول/لتر دم. ويؤكد ان الاشخاص الذين يجب فحصهم دوريا لتقصي (تشخيص) مرض السكري وان كانوا لا يشتكون من اعراض هم الاشخاص فوق سن 40 سنة واذا كان التحليل طبيعيا يعاد كل 3 سنوات ، والاشخاص الاصغر سناً اذا كانوا مصابين بالسمنة ، الذين لديهم اقرباء من الدرجة الاولى مصابون بمرض السكري ، والنساء اللواتي ولدن اطفالاً بوزن أكثر من 4 كيلو غرامات ، والمصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم ، ويستخدم فحص السكر صائما في التقصي للتشخيص المبدئي وكذلك في متابعة المريض ، كما يجب تشخيص الأمراض للمدخنين ، والسيدات المصابات بتكيس المبايض. ارتفاع الانتشار لماذا؟؟ أما عن أسباب ارتفاع نسبة انتشار أمراض السكري علق د. الغامدي: ان نسبة الزيادة مرتفعة في دول العالم وليس في الشرق الاوسط فقط وقد يرجع ذلك الى عدة أمور أهمها عوامل وراثية بالاضافة الى تغير نمط الحياة والعادات الغذائية مما يسبب زيادة الوزن ، وساعد على ظهور هذه الامراض بصورة كبيرة رغم أن الجينات الوراثية كانت موجودة منذ 20 عاماً ، ولكن المحفزات لم تكن موجودة ، والدليل ان أمراض السكري أصبحت منتشرة بين أطفال المدارس ، بسبب البدانة التي ارتفعت نسبتها إلى في الفترة الاخيرة ، وكلما زادت البدانة زادت أمراض السكري والضغط وارتفاع الكولسترول. الوقاية والعلاج وعن كيفية الوقاية من السكري. الوقاية ممكنة يضيف د. الغامدي ان السكري النوع الاول لا يمكن الوقاية منه لانه وراثي ، ولكن النوع الثاني يمكن الوقاية عن طريق تغير نمط الحياة ، والحمية ، وتناول الأكل الصحي والرياضة ، وهذه عوامل يمكنها أن تمنع السكر بنسبة 80%. وعن العلاجات المتطورة في علاج السكري يقول هناك حقن الانسولين التي تعتمد على المدة الزمنية ، بالاضافة إلى علاج للسكري من النوع الثاني عن طريق (أنكرتين) وهو مجموعة هرمونات محفزة للبنكرياس تجعل هرمون (جي أل بي 1) يصنع داخل الجسم وبالتالي يجعل البنكرياس يفرز انسولين لمدة أطول ، من 130 إلى 80 فما فوق.