تشهد الكثير من الجهات الحكومية والشركات دراسات تُعنى بكيفية الارتقاء بمستوى الأداء للموظفين بشكل مُتوازن يجمع بين استقطاب الكفاءات مع الحفاظ على الخبرات؛ لتلافي أوجه القصور لديها، وزيادة إنتاج الموظفين واستمرار يتهم في العمل؛ حرصاً على كسب شغفهم وتحسين أدائهم وولائهم من خلال التشجيع والتدريب والامتيازات الوظيفية. وأجرت بعض المراكز أبحاثاً تبيّن من خلالها أهمية إعادة النظر في بعض التشريعات واللوائح التنظيمية في وضع الآليات، ومع تنامي ما يشهده العالم من قفزات نوعية تتسم بسرعة الأداء والإنتاج؛ أصبحت الإدارات تنظر باهتمام إلى التخصصات الحديثة المهّمة والمُلهمة لتطوير آلية عملها، ومثال ذلك في مجال الإعلام وما يشمله من تخصصات رقميّة تتضمن (تصميم الإنفو جرافيك، والإنفو موشن، وصناعة المحتوى، ومؤشرات الأداء، وتصميم التطبيقات والبرمجة، والحوكمة، والذكاء الاصطناعي) مما يتطلب استقطاب كفاءات متميزة للارتقاء بالعمل، وعدم إغفال الخبرات من المحررين المتمكنين من اللغة وممن لهم باع طويل في الصياغة الإعلامية والصحفيّة أو اللغوية أو الفنيّة كالمخرجين ومعدي البرامج والمحررين والمترجمين، فالمواءمة أمر حيوي وبالغ الأهمية؛ إذ نجد مُصمّمين مبدعين في مجالاتهم إلا أنّ المحتوى ضعيف جداً من حيث التراكيب اللغوية التي يتطلب معها الخبرة في مثل هذه الأعمال، فالشباب المتميزين في التخصصات المهنيّة التقنية بحاجة للخبرات لتجويد عطائهم، والخبراء بحاجة إلى تطوير قدراتهم تقنيّاً والاستفادة من إمكانات الشباب الواعد، وتطور للجهات التي تميّزت بمشاريعها ومبادراتها وتطبيقاتها الإلكترونية. ولوحظ في بعض الجهات عدم انسجام ذوي الكفاءات في العلوم الحديثة والخبراء ممن أمضوا عقوداً في أعمالهم، وضرورة النظر إليهم دون إقصاء لأي منهما، ما يضع الموارد البشرية أمام تحدّيات وعملٍ يستدعي المزيد من الوعي والاتزان في الاستقطاب من استحداث للمسمّيات الوظيفية وفقاً للاحتياجات المستجدة، والمحافظة على الخبرات؛ وهي عملية تشهد تجاذبات واختلافات، والمضي بخُطى مُتسارعة ينبغي معها تطوير قدرات الموظفين بدراسة البرامج والدورات المُكثّفة، وأولت الجهات التعليمية وذات العلاقة توعية الطلبة المُقبلين على الدراسة الجامعية بأهمية الكليات التي تتطلبها مستقبلاً؛ ليتسنى لهم الحصول على الوظائف المناسبة، ولوحظ منذ أكثر من عقد ازدياد خريجي بعض الكليات ممن حصلوا على شهادات تشبّع بها سوق العمل رغم تفوق بعضهم أكاديمياً، ما أدى لحرمانهم من الوظائف المتاحة، فالمواقع الإلكترونية تزخر بالوظائف المتوفرة، وأهمية استغلال الوقت بتنمية المهارات المطلوبة، بالدورات المُكثّفة أو الدبلومات أو الشهادات للحصول على الوظائف المطلوبة.