لا أعلم حقيقة متى يقتنع الحكام أن تقنية الفار وجدت من أجل مساعدتهم في اتخاذ القرارات الصحيحة وليس الخوف من اللجوء إليها عند الحاجة لاتخاذ قرار حرج، ربما ضعف المتابعة أو التقدير الخاطئ جعله في هذا الموقف الصعب. بصراحة ومن خلال متابعتي لعدد من الدوريات كأنما لاحظت أن مشكلة الفار تأخذ مساحة وحيزاً كبيراً في دورينا، وكأنما الحكام يخشون من اللجوء للفار خوفاً من ردة الفعل، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وجدته حاضراً مع عدد من الحكام الأجانب. ما دعاني لتسليط الضوء هو كثرة الشكاوى تجاه الأخطاء التحكيمية والتي بكل أسف على الرغم من وجود تقنية الفار إلا أن الحكام لا يستخدمونها وإن استخدموها لا يتخذون القرار الصحيح وكأنما يخشون ردة مسؤولي الأندية والجمهور والنقد الإعلامي مع أن الخطأ وارد، بل هو جزء من لعبة كرة القدم. في مواجهة ضمك والتعاون لم يحتسب الحكم ركلة جزاء لضمك أجمع خبراء التحكيم أنها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومع أن الحكم ذهب لغرفة الفار إلا أنه عاد بقرار بارد بعدم احتسابها ركلة جزاء لضمك، وبالتالي لن ألوم مدرب ضمك كوزمين كونترا إن صرخ محتجاً على التحكيم. وفي مواجهة الاتحاد والقادسية تعرض لاعب الاتحاد بريجوين لضربة قوية في الساق ربما كانت تحرم فريقه من خدماته وبدلاً من أن ينادي حكام الفار حكم الساحة لمشاهدة اللاعب الخطرة تم التعامل مع الخطأ وكأن شيئاً لم يكن، بل حتى بطاقة صفراء لم نشاهد الحكم يشهرها للاعب عبد العزيز العثمان. حقيقة مازلت أتذكر تعامل حكم مباراة برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني مع هدف صحيح لبرشلونة تجاوز خط المرمى، ولكن عندما ذكر لحكم الفار أنه لا توجد أي أدوات مساعدة أخرى تجعلهم كحكام يتخذون القرار ولطالما أنهم لم يستطيعوا التأكد من تجاوز الكرة لخط المرمى فإنه لن يحتسب الهدف وسمع العالم أجمع الحوار الذي دار بين حكم الساحة وحكم تقنية الفار. مثل هذه الأمور هي ما نحتاجه في ملاعبنا لأن بعض القرارات للأسف تثير الشكوك وتجعل علامات الاستفهام كبيرة تجاه تفاعل الحكام مع تقنية الفار، والغريب في الأمر أنه حتى الحكام الأجانب تجدهم غير متفاعلين مع التقنية ولا أعلم ولن أدخل في النوايا إن وصلتهم رسالة بألا يلتفتوا لمطالب اللاعبين أو احتجاجات دكة البدلاء فقد تكون الفكرة بأنها ظاهرة منتشرة في ملاعبنا. نقاط آخر السطر: لن أجادل أي شخص يقول إن سالم الدوسري اليوم هو أفضل لاعب سعودي، فمع كامل احترامي للنجوم السعوديين الموجودين حالياً يظل سالم الدوسري الأول ولن أدخل في جدل مع أي شخص بشأن أسطورية سالم الدوسري سواء في الهلال أو في المنتخب السعودي فهي تفتح باباً يصعب إغلاقه. بعد إضاعة ركلة الجزاء تعرض سالم لحملة غريبة وكأنما تستهدف سالم الهلالي وليس سالم قائد المنتخب أو سالم الذي أضاع ركلة الجزاء، وبصريح العبارة سالم لم يوفق في التعامل مع ركلة الجزاء، ولكن هذا لا يعني أن نمارس النقد بهذه القسوة تجاه اللاعب فصحيح أنه أهدر عدداً كبيراً من ركلات الجزاء، ولكن متأكد بأنه لن يبادر مستقبلاً في تسديدها مع المنتخب تحديداً. كما أتمنى من سالم أن يركز في الملعب وألا يلتفت لما يدور خارجه، فردة فعله بعد هدفه أمام الفيحاء لم تكن مقبولة، فهو يستفز الجمهور السعودي الغاضب من إضاعة ركلة جزاء، وليس المنتقدين من الإعلام لذا يجب على سالم أن يترك مساحة لمن يحبوه ويدافعون عنه.