بعد أن أصابنا اليأس من تجاوب مقدمي الخدمة من شركات الاتصالات مع مطالباتنا المتكررة بحمايتنا من مكالمات أرقام الدعاية للاستثمار العقاري ومكالمات عروض التخفيضات التجارية وعروض الباقات الهاتفية وعروض شركات التأمين، بل وبعد أن أصبح الإزعاج في تزايد مستمر، حيث بدأ بسيول من الرسائل النصية الدعائية من شركات ومؤسسات وبنوك ومتاجر واشتكينا من ازعاج تلك الرسائل التي ترد من التجار وليس من شركات الاتصالات أو مقدمي الخدمة، لم تفلح المطالبات بحدوث تجاوب لا من مقدم الخدمة ولا هيئة الاتصالات آنذاك. ثم إن شركات الاتصالات نفسها وجدت أنها أولى باستغلال خاصية الرسائل النصية الدعائية لخدماتها وباقاتها خصوصا أنها تعرف أرقام المشتركين، وشعرت بأن المشترك أصبح غنيمة متاحة، هي لك أو لأخيك أو للذئب، فبدأ مقدم الخدمة في إرسال سيل من الرسائل النصية الدعائية المزعجة، مع استمرار المؤسسات والمتاجر والبنوك والشركات في الإرسال فزاد على المشترك الإزعاج بالرسائل وزادت المطالبات بحمايته. لكن الأمر تطور وتحولت الرسائل إلى مكالمات من أرقام إذا لم ترد عليها ستعيد الاتصال وإذا اتصلت بها لتتوسل لها بعدم الإزعاج لأنك مريض أو عملك ليلا وتنام نهارا أو أنك غير مهتم بمثل هذه العروض، فلن تستطيع الاتصال بالرقم لأنها أرقام مقفلة بخاصية عدم الاستقبال. سيقول قائل: اقفل صوت جوالك عند نومك أو انشغالك، فأقول إنني منذ تخصصت في مجال علاج سموم الثعابين والعقارب وانتقلت لوزارة الحرس الوطني صيدلانيا وأسست مركز الأمصال وأنتج المركز الأمصال الفعالة في إنقاذ حياة الملدوغين قررت أن أرد بعضا يسيرا من دين هذا الوطن علي بأن أتطوع بمباشرة حالات التسمم بسموم الثعابين والعقارب في غرف الطوارئ بمستشفيات المملكة ودول الخليج حضوريا أو هاتفيا، ولذا فإن هاتفي النقال مفتوح ليل نهار، لذا عندما زاد إزعاج الدعايات وتحول من رسائل إلى اتصالات، كتبت في هذه الجريدة الغراء مقال (فكيني من شرك يا لطيفة) في يوم الثلاثاء 3 صفر 1444ه الموافق 30 أغسطس 2022م أشكو إزعاج عروض الدقائق المجانية وأرجو المتصلة لطيفة أن تمنحني دقائق أنام خلالها بعد ليلة عمل طويلة. أقول بعد أن أصابنا اليأس من تجاوب مقدمي الخدمة لحمايتنا من هذا الإزعاج، يا جماعة الخير ويا فطاحلة الاتصالات والذكاء الاصطناعي والخبرات السيبرانية، أليس لديكم طريقة لإيقاف استقبال تلك الأرقام دون غيرها بالذكاء الاصطناعي أو حتى بالغباء الاصطناعي أو التذاكي الاتصالي؟! المهم أن نجد حلا بيدنا لا بيد عمرو.