فاصلة : «ينبغي لنا القبول بصبر ما لا يمكن إصلاحه بطريقة صحيحة» - حكمة عالمية - مع أن الحكمة الافتتاحية لهذه المقالة توصي بالاستسلام في محاولة لتقبل الواقع لكن ذلك يبدو صعباً أمام ظاهرة الإزعاجات التي تأتينا من خلال استعمالنا للهاتف والجوال والكمبيوتر. لا احد يمكن أن يخلصك من إزعاجات التقنية الحديثة ولا احد يمكن أن يعالج إغراق الرسائل البريدية على عنوان بريدك الاليكتروني حتى لو استعملت برامج حظر الرسائل الدعائية. كما لا يمكن لأحد أن يخلصك من إزعاجات المتصلين على هاتف جوالك حتى وان أقفلت الخط دون مكالمتهم عشرات المرات فالذي يبدو أن تجاهلك يخلق لديهم التحدي لإزعاجك أكثر وبصمود اكبر. لدى شركة الاتصالات عندنا طريقة لا أعتقد أنها مجدية ففي حال شكواك من الإزعاج فان عليك أن تتقدم بشكوى إلى الشرطة ثم الإمارة ليلقى المزعج فصلاً تأديبياً لخدمة الاتصال لديه وما عليه إلا أن يبدأ من جديد بالإزعاج عن طريق رقم آخر هذا إن لم يحقد ويفكر في اتخاذ وسائل انتقامية أخرى. لا بد أن نفهم لماذا هناك أشخاص مزعجون، ما الذي يدفعهم إلى المعاكسات الهاتفية وإزعاج الآخرين؟ مرتكبو سلوك المعاكسات الهاتفية لا يتقبلون ذواتهم أي يرفضونها و مشاعرهم تجاه الأب والأم سلبية ، وهذه السلبية نحو مصدر الحب والحنان تجعلهم يفتقرون للنضج العاطفي، وهم ايضا يعانون حرماناً عاطفيًّا يتم تعويضه من خلال وسائل يستدرون بها اهتمام الآخر حتى وإن كان ذلك عبر الهاتف ومن أشخاص مجهولين. ونظراً لشعورهم بالرفض وعدم التقبل من الآخرين، فإنهم يندفعون إلى فرض أنفسهم على الآخرين، واتخاذ أساليب حتى وإن كانت عدوانية فقط لكسب الاهتمام ولو عن طريق الهاتف. حتى وإن كان هذا الاهتمام انزعاجاً وتوتراً من الآخرين. لا أقول ذلك في تعاطف معهم فلا شيء يبرر إزعاج الآخرين أو الإضرار بهم ولكن أقول ذلك لكي تكون هناك آليات لحمايتنا من إزعاج الهاتف أو الجوال بطريقة علمية يمكن أن تخفف من الإضرار بهؤلاء الشباب وكسبهم إلى قائمة الأسوياء نفسيا. الذي اقصده أن تتدخل جهات مسؤولة تعنى بمشكلات الشباب لدراسة حالة هؤلاء الشباب المزعجين مع احتفاظنا بحق عقابهم في حالة عدم استجابتهم لآلية العلاج المبنية على الاتصال بالأسرة وتفهم مشكلات مرتكبي المعاكسات الهاتفية. [email protected]