لا إله إلا الله، ونعم ابن العم الحبيب والأخ القريب الدكتور يوسف إبراهيم جوده؛ نعم لا ألوم ارتجاف وجنتيك، ولا ارتباك قدميك، ولا دمعتك وهي تنساب على خديك حُرقة وحزَنًا على فقدك العظيم ومصابك الجلل. لا ألوم دمعتك قبيل الصلاة على جثمانها الطاهر في مسجد الراجحي بالرياض بعد صلاة مغرب يوم الأحد 15 سبتمبر 2024م، ولا ألوم دمعتك مهما امتدت بك الليالي، لا ألومك ولا أستغرب منك هذا؛ فهكذا هي دومًا حال المرء العامرة روحه بحميد الخصال؛ فما بالك أنت وقد وهبك الله سبحانه وتعالى نقاء القلب، وأصالة الفكر، وعذوبة اللسان، فكنت عظيمًا في محبتك، وسخيًّا في وفائك، تمامًا كما كنت سمتًا نبيلًا في مسيرة حياتك وفي كل علاقاتك؟!! فعظم الله أجرك أخي الحبيب، وربط على قلبك، وأحسن عزاءك، ورحم فقيدتك المربية الفاضلة والمعلمة القديرة والسيدة الحكيمة الأستاذة ليلى أبو شاويش؛ أم محمد، رحمها الله رحمة واسعة، وثبتها عند السؤال، وغفر لها، وأسكنها فسيح جناته. عظم الله أجرك أخي الحبيب في فقدك لرفيقة دربك، وشريكة حياتك، وراسمة هنائك، على امتداد عقود من البناء المشرّف والعطاء الأصيل، زوجك الفاضلة أم محمد التي ندين لها بالفضل ونحمل لها أسمى معاني التقدير والإجلال إذ قدمت لآل جوده - بمعيتك وفي رحابك - سواعد بناء على درجة عالية من العلم والذوق والأناقة والرقي؛ الأبناء الأعزاء الدكتور محمد، والمهندس محمود، والشاب المبدع إبراهيم؛ زادهم الله من عظيم فضله. عظم الله أجرك أخي أبا محمد، وأجر أسرتك الكبير منهم والصغير، وأجر آل أبو شاويش الكرام وأخص منهم صهرنا الغالي الأخ صلاح الدين أبو شاويش؛ أبا محمد، وأفراد أسرته، وأجرنا جميعًا آل جوده، في مصابنا القاسي الأليم. لا إله إلا الله، نؤمن به سبحانه، وبملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره، فلا نقول إلا ما قال حبيبنا وقدوتنا رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه في موت ابنه إبراهيم؛ فنقول في مصابنا: "العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك (يا أم محمد) لمحزونون"، إنا لله وإنا إليه راجعون. عادل علي جوده