فقد الصديق من أصعب ما يواجهه الإنسان خصوصًا عند تقدم العمر واستمرار الصداقة لأكثر من أربعين عاما. كنت كلما زرت مدينتي الغالية روضة سدير، اشتاق أن أزور مدينتي الغالية المعشبة، لأن فيها رجلا ربطتني به الصداقة الحقيقية لم تدنسها أي مطامع مادية بل هي الحب في الله، ذلك هو شيخنا وفقيدنا الذي دمعت له العين أحمد بن سعد السريع رئيس مركز المعشبة، رحمه الله رحمة واسعة وجعل ما أصابه في حياته تكفيرا وأجرا يلقاه عند رب غفور رحيم ودود قال في محكم التنزيل: «ادعوني أستجب لكم». وها نحن نرفع أكف الضراعة مبتهلين وراجين أن يقبله ويرضى عنه ويغفر له ويجعل الجنة مثواه، اللهم آمين. فقد الأحبة صعب جدا، بل يجعل في القلب حزنا لا يمحوه إلا الرجاء والتذلل بطلب الرحمة منه - سبحانه وتعالى - وإن كانت أم مساعد وأبناؤه وبناته قد أصابهم الحزن والأسى فلهم العزاء ولهم الصبر واحتساب الأجر، خصوصا في موقف، ولرجل مثل (أبو مساعد) خصه الله بمزايا نادرة سواء في طاعة ربه أو محبة الناس له أو كرمه أو حسن أخلاقه وحسن منطقه وبشاشة وجهه لكل من يلقاه، كل ذلك وغيره كثير يجعلنا نطلب الاحتساب والأجر. ولكم منا خالص الدعاء بأن ينشر عليكم الصبر والاحتساب، وأن يعظم الله أجركم في مصيبة ليست كبقية المصائب. وجزاك الله خيراً يا صديقي وأخي على هذه الفترة من عمرنا كانت كأجمل أيام حياتنا، ولعل الله سبحانه وتعالى يجمعنا ومن نحب في دار كرامته. والحمد لله على قضائه وقدره وما نقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».