الكشف عن مخططات نيمار المستقبلية    القيادة تهنئ ملك مملكة بلجيكا بذكرى يوم الملك لبلاده    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    البثور.. قد تكون قاتلة    قتل أسرة وحرق منزلها    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يرحب باعتماد الجمعية العامة قرار سيادة الفلسطينيين على مواردهم الطبيعية    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمين الأمم المتحدة يؤكد في (كوب 29) أهمية الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة الخضر جنوب بيت لحم    هيئتا "السوق المالية" و"العقار " توقعان مذكرة تفاهم لتنظيم المساهمات العقارية    الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يدعو الدول الأعضاء إلى نشر مفهوم الحلال الأخضر    الرياض تستضيف النسخة الرابعة لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء    «قمة الرياض».. إرادة عربية إسلامية لتغيير المشهد الدولي    الخرائط الذهنية    «خدعة» العملاء!    جرائم بلا دماء !    الحكم سلب فرحتنا    عبدالله بن بندر يبحث الاهتمامات المشتركة مع وزير الدفاع البريطاني    احتفال أسرتي الصباح والحجاب بزواج خالد    علاقات حسن الجوار    مدارسنا بين سندان التمكين ومطرقة التميز    6 ساعات من المنافسات على حلبة كورنيش جدة    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    باندورا وعلبة الأمل    اختتام أعمال المؤتمر السنوي ال11 لمحامي كرة القدم AIAF بالرياض    الشؤون الإسلامية في منطقة جازان تقيم مبادرة توعوية تثقيفية لبيان خطر الفساد وأهمية حماية النزاهة    لماذا فاز ترمب؟    الصين تتغلب على البحرين بهدف في الوقت القاتل    فريق الرؤية الواعية يحتفي باليوم العالمي للسكري بمبادرة توعوية لتعزيز الوعي الصحي    هاتفياً.. ولي العهد ورئيس فرنسا يستعرضان تطورات الأوضاع الإقليمية وجهود تحقيق الأمن    القبض على (7) مخالفين في جازان لتهريبهم (126) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    مركز صحي الحرجة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للسكري"    إجتماع مجلس إدارة اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية    «الداخلية» تعلن عن كشف وضبط شبكة إجرامية لتهريب المخدرات إلى المملكة    أمير المدينة يلتقي الأهالي ويتفقد حرس الحدود ويدشن مشروعات طبية بينبع    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت".. في جدة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يرأس اجتماع الدورة الخمسين للمجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    198 موقعاً أثرياً جديداً في السجل الوطني للآثار    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 أعوام من الإنجازات والمنجزات

مع حلول الذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله اليوم الأحد يستعيد الشعب السعودي، مسيرة قائده الطويلة في خدمة البلاد والعباد، هذه المسيرة بدأت منذ كان حفظه الله صبياً يافعاً، تربى وترعرع في مدرسة والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وصولاً إلى تولي مسؤولية قيادة البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، تحت مظلة رؤية 2030، بمساعدة عضده الأيمن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وتصادف ذكرى بيعة خادم الحرمين الملك سلمان، الثالث من شهر ربيع الآخر من كل عام، حيث يحتفي الوطن والمواطنون بهذه الذكرى بقلوب يملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فيَرون عجلة التطور والازدهار تمضي بوتيرة سريعة، مع مواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة.
وفي عهد خادم الحرمين، تحولت أنحاء المملكة إلى ورشة عمل وبناء، رغم ما يمر به العالم من أزمات أمنية واقتصادي ومالية وتنموية، تسعى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
ولم يألُ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - منذ توليه الحكم، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها - رعاه الله - العديد من المناصب.
قيادة الملك سلمان.. ثوابت وطنية ونهج قويم
مراحل حياتيه
ونجح الدكتور عبدالله بن مترك القحطاني في توثيق مسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من خلال بحثه المطول، الذي حمل عنوان "سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العمل التطوعي"، متناولاً السيرة الذاتية لقائد البلاد، من خلال مراحل حياته حفظه الله وما يتمتع به من صفات وخصال إنسانية "استثنائية"، قل أن يتمتع بها غيره، ما جعلت منه رعاه الله إنساناً مختلفاً، يؤمن بربه، ويتوكل عليه، ويقدر دور العلم والعلماء، ويهتم بالقراءة والاطلاع وتثقيف الذات، وصولاً إلى إيمانه العميق بأهمية العمل التطوعي ودوره في الارتقاء بالمجتمع وأفراده.
أسس ومنطلقات
ولخادم الحرمين الشريفين سياسته الخاصة في تعزيز العمل التطوعي، وهو ما دعا الباحث القحطاني إلى التركيز على الأسس والمنطلقات التي اعتمد عليها حفظه الله في ترسيخ العمل التطوعي، فضلاً عن تنفيذ الخطط والرؤى، والوسائل والآليات التي يرتكز عليها العمل الخيري في كل المجالات العلمية والدعوية والاجتماعية والإغاثية والصحية والتنموية، داخل المملكة وخارجها.
المولد والنشأة
وبحسب الباحث القحطاني، يندرج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن طليعة المميزين القلائل في صناعة التاريخ الإسلامي والعربي المعاصر وصياغته، ويقول "أولئك الذين نذروا حياتهم لخدمة دينهم ووطنهم، وإنه مع هذا، لم ينل حفظه الله ما يستحقه من دراسات تغطّي مختلف جوانب شخصيته المتميزة".
ويتطرق القحطاني إلى مولد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويقول "حدث هذا في 1354/10/5ه الموافق (1935/12/31م) في قصر الحكم في الرياض، وهو قصر تاريخي توارثه حكام آل سعود، واتخذه المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز مقراً لحكمه، ومسكنا لعائلته، وعاشت فيه معظم زوجاته، وسكنت فيه أمهات جميع أبنائه، فقد عاشت فيه والدة الملك سلمان -حفظه الله-، حتى وفاتها، وفيه أنجبته وإخوانه".
وكان مولد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في قصر الحكم بالديرة، الحي المشهور في قلب مدينة الرياض العاصمة، الذي كان مشيدا بالطين واللبن آنذاك، وبعد ثلاث سنوات من مولده، انتقل والده بعوائله إلى قصور الحكم في شمال الديرة، فكانت طفولة الملك مع والديه وإخوته وأخواته في هذه القصور التي لا تزال شامخة إلى وقتنا الحاضر.
وفي قصر والده في الرياض، تلقى خادم الحرمين الملك سلمان، تعليمه الشرعي على أيدي كبار العلماء والمشايخ، فقد كانت الجزيرة العربية، رغم شظف العيش وقلة الرزق في ذاك الوقت، قبلة العلم، وبلد العلماء، إذ مر بها جمع من العلماء، إما باستدعاء واستضافة من بعض الوجهاء، أو بزيارة هذا البلد الذي انتشرت فيه دعوة التوحيد والإصلاح المباركة على يَدَي الشيخ محمد بن سعود في الدولة السعودية الأولى.
المملكة ورشة عمل وبناء رغم الظروف الاقتصادية العالمية
صدق وإخلاص
تلقى الملك سلمان حفظه الله تعليمه الشرعي على أيدي كبار العلماء والشيوخ، وزادت حصيلته العلمية بالمطالعة والقراءة في شتى مجالات المعرفة، ولهذا أصبح رعاه الله مُوفَّقًا فيما يُهيَّأ له، حيث حباه الله تبارك وتعالى أبًا عظيمًا وأمًّا صالحة، هيأت نفسها بإخلاص وصدق إعداد أبنائها الإعداد الملائم الذي يضمن مشاركتهم المشاركة الفاعلة فيما يُسند إليهم من مهام، وما ينتظرهم من مسؤوليات جسام في قابل الأيام. هذا إلى جانب ما تعلَّمه أيده الله في مدرسة الملك عبدالعزيز المتمثلة بشخصه العظيم، ومجالسه الثرية، فكان خير معلِّم لأبنائه، بل ولكل مَن حوله ولمن دار في فلكه، يعلم بكل حركة وسكنة، وبالكلمة يقولها؛ لأنه كان يُؤمن بأن التعليم ليس بالقيل، وإنما بالقدوة الحسنة والخلق الجميل مع الناس.
المبادئ الإسلامية
ويعتبر المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه المعلم الأول لخادم الحرمين الملك سلمان، فلم ينشغل الوالد الملك عبدالعزيز بهموم الملك وإدارة الدولة إبان نهضتها الحديثة في شتى المجالات، عن تربية أبنائه وفق المبادئ الإسلامية الراسخة، والتقاليد العربية الأصيلة، مثل الكرم، والشجاعة، والأمانة، وصدق الحديث، فكانوا عضده الأيمن، ومساعديه في كل الأمور.
وبحسب القحطاني لا عجب أن يسلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مسلك والده، لذا يقول المؤرخ المعاصر وأستاذ التاريخ عبداللطيف الحميد: «ذكر لي كثير من المقرَّبين من الأمير سلمان (الملك)، حرصَه الكبير على تعليم أبنائه ومتابعتهم بدقة، تربوياً وعلمياً، ومناقشتهم في مناهجهم وكتبهم، وتدقيق مدوناتهم، وتشجيعهم على حضور المناسبات العامة والخاصة، وقد شاهدت شيئًا من ذلك في أثناء حضوري في قصر سموه مع المواطنين في اللقاء الأسبوعي أو في المناسبات والملتقيات".
الثوابت الوطنية
ويرى الباحث القحطاني أن المملكة حافظت تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الثوابت الوطنية، والنهج القويم الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسّس عبدالعزيز رحمه الله داخليا وخارجيا، بالتوازي مع مواكبة روح العصر وآلياته ومتطلباته وحركه البناء؛ تأثيرًا وتأثرًا، كما حظيت المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان باحترام إقليمي ودولي كبيرين، كما كانت في عهد إخوانه الملوك يرحمهم الله وتعززت مكانتها الرائدة بين دول العالم بما اتخذه - حفظه الله - من قرارات ومواقف من متغيرات إقليمية ودولية عدة، تُجسّد رؤية المملكة في إدارة الصراعات أو حلها، والأزمات الإقليمية والدولية.
وتجلى ذلك واضحًا في وقوف الملك سلمان الصلب في القضايا الإقليمية، وفي تحمل مسؤولياته تجاه أمته العربية، وسط تضارب المصالح الإقليمية والدولية، تمثل في وقوفه القوي ومساندته للقيادة الشرعية التي اختارها أبناء اليمن الشقيق، ومساندته ودعمه الشعب السوري الشقيق في محنته في كل المحافل الدولية، هذا وغيره وضع المملكة ضمن القوى الفاعلة الإيجابية والمسموعة عالميا.
الشخصيات الملهمة
ويصنف الباحث القحطاني، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ضمن الشخصيات الملهمة والفذة، التي تنير الطريق أمام الأجيال لتتبين معالمها ولتعرف خطواتها نحو المستقبل. ويقول "ميز الله سبحانه وتعالى، هذه الشخصيات بقدرات وطاقات استثنائية، ومنها القدرة على العطاء السخي لبناء مجتمعاتهم، من خلال رحلة طويلة من العطاء".
ويضيف القحطاني، الملك سلمان رجل فكر، لأنه يُفكّر في كل شأن يتناوله أو يتعامل معه وكان - حفظه الله - ذو رؤية واضحة متسمة بالمبادأة والمبادرة والاستقلال، والملك سلمان أيضا رجل فکر؛ من حيث متابعة حركة الأفكار وتنفيذها في الوطن العربي والعالم الإسلامي، والإنساني، وسلمان كذلك رجل فكر لأن لديه أفكارًا إبداعية.
الثقة بالله
ويخصص البحث جزءاً كبيراً للحديث عن صفات الملك سلمان بن عبدالعزيز وخصاله، ويقول الباحث القحطاني في هذا المسار: "لا شك أن التدين يكسب صاحبه صفات جليلة، وأخلاقا سامية، وآدابًا جمة، يأتي في طليعتها، الثقة بالله، والتوكل عليه، والصبر عند المحن والابتلاء والعزيمة عند اتخاذ القرارات الصعبة، ومواجهة الشدائد وتحمل المشاق، وهذه الصفات كلها تجعله صلبًا لا تلين له قناة، ولا تتغير له قناعة، مثابرا، يصبر، ولا يفتر عن العمل، ولا يمل من الإنجاز، ولا يكل عن العطاء في سبيل تحقيق الخير لبلاده".
ويتابع، "لقد مرت بمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، محن وابتلاءات كثيرة، إلا أنه تلقاها صابرًا محتسبا، لم يجزع يوما من قدر الله، وقد تجلى ذلك عندما فقد ولديه وفلذتي كبده، فهدًا وأحمد، -رحمهما الله- في مدة زمنية متقاربة، إلا أنه مع ذلك كان يستمر في أداء واجبه في إمارة الرياض، عندما كان أميرا لها، ويرفض التوقف عن عمله، ولا شك أن الخطب كان جللًا ومؤلما، وأن الحادث فادح، ولكن هذه الواجبات لا بد من إنجازها، فقد تكون هناك شكوى لمظلوم لا مناص من رفع الظلم عنه، وقد تكون طلبات عاجلة للمواطنين لا بد من قضائها، وقد تكون أعمال خاصة بالإمارة لا تحتمل التأجيل ولا التأخير".
ومن سجايا وأوصاف الملك سلمان، رجاحة العقل والبصيرة، وقوة الذاكرة، ودقة الحفظ، وتواصله مع المواطنين، والتزامه بالمواعيد، والحرص على ذات البين، والحس الإعلامي والأمني والفراسة، ودقة الملاحظة وغيرها الكثير.
سلمان الخير.. القائد الملهم في العمل التطوعي
العمل التطوعي
ويخصص الباحث عبدالله بن مترك القحطاني جزءاً كبيراً من بحثه للعمل التطوعي في مسيرة خادم الحرمين الشريفين. ويقول "يعرف القريبون من خادم الحرمين الشريفين شَغَفَه بالعمل التطوعي الدؤوب والجاد، وحرصه على معرفة أدق التفاصيل فيما يعالجه، وهذا ليس في العمل التطوعي فحسب، وإنما في كل أعماله، فقد عُرف عنه أنه لما كان أميرا للرياض أنه يباشر عمله في مكتبه بقصر الحكم صباح كل يوم قبل موظفيه بالإمارة، ودائما ما يكون آخر المغادرين من قصر الحكم، بعد أن يكون قد تأكد من إنهاء ملفات العمل وإنجازها، وقضايا المراجعين التي تصل إلى أعداد هائلة يوميًا، وتنجز في وقتها وفق توجيهاته وبأسرع وقت.
ومن الشواهد على حرص خادم الحرمين الشريفين على العمل مع اللطف والسمت، ما تحدث به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، بقوله: «أذكر في أحد الأيام أن أخي خالدًا قام الساعة السابعة والنصف صباحاً ودخل على الأمير (الملك)، كان يرغب في السلام عليه قبل الذهاب إلى المدرسة، وعندما شاهد الأمير (الملك) جالسًا سأله عن عدم ذهابه للعمل، فرد عليه: أخاف أن أحضر قبل الموظفين وأزعجهم، أريد أن أصل مع الموظفين".
وعلى هذا الأساس، تميَّزت شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بالجد والاجتهاد وإتقان العمل، ولا يرضى إلا به، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، فدعمه للأعمال الخيرية المتنوعة التي تشمل إغاثة المنكوبين داخل المملكة وخارجها، رسمت صورة في أذهان الناس بأنه سلمان الخير، هذا اللقب الذي أطلقته الشعوب الإسلامية على مقام شخصه الكريم.
شهادة الأمير نايف
وقد عبر عن ذلك الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بقوله: «جُبل أخي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ( الملك سلمان) منذ نشأته على فعل الخير، وعلى مساعدة كل محتاج، وسجله حافل بهذه الأعمال، واهتمامه حفظه الله لا يقتصر على المؤسسات الخيرية في المملكة، وإنما تجاوز ذلك إلى الاهتمام بالأعمال الخيرية التي تمس إخواننا المسلمين في كل أنحاء العالم".
ويقول القحطاني: "يظهر من شخصية مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، الجانب الإنساني حتى استحق بجدارة أن يُطلق عليه سلمان الخير، فالجانب الإنساني التطوعي يمثل ملمحاً بارزاً من ملامح شخصه الكريم، حيث يحظى بالصدارة في برنامج عمله الرسمي الحافل بالمهام والمسؤوليات الكثيرة، فهو يمنح القضايا الإنسانية اهتماماً خاصاً ومميزاً، وخاصة تلك المرتبطة بحقوق الإنسان، فيبادر بمد يد العون والمساعدة للمسلمين بل البشرية كلها في أنحاء العالم كافة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بالأيتام والمعوقين إنشاء مؤسسات خاصة بهم على منهج علمي رصين، كإنشائه مركزًا خاصا بأبحاث الإعاقة يحمل اسم شخصه الكريم، كما اهتم بمرضى الفشل الكلوي، وزراعة الأعضاء، وغيرها، وهذا ما تجليه هذه الأطروحة إن شاء الله تعالى، إذ كان ترؤسه للمراكز واللجان والجمعيات والمشروعات لمساعدة إخوانه المسلمين داخل المملكة وخارجها دليلا على الجانب الإنساني، وحبه للعمل التطوعي، فمواقفه الإنسانية لا تُعد ولا تحصى.
ويقول البحث، "لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منذ وقت مبكر أن التصدي للعمل الخيري التطوعي بمفهومه الشامل، مع ما فيه من أعباء ومسؤوليات جسام، رسالةٌ وعمل عظيمٌ، جوهره رجال يؤمنون به، ويحسنون التخطيط له، ويتقنون تطبيقه، ويسعون إلى تحقيقه، واضحة أهدافهم، يعرفون الطريق الذي يوصلهم إليها، مستعينين بالله ثم بعزيمتهم، وصبرهم، وثقتهم بأن الله لا يضيع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا"، وأنه سبحانه وتعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، راجين أن يكون ثوابهم جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا.
وبهذا يعي مقامه، حفظه الله، شأن كل المخلصين، أن تخفيف الألم والمعاناة عن المحتاجين في كل زمان ومكان، وإدخال الفرح والسرور عليهم لا يعادله شيءٌ، ولعل ما يدعم تلك الحقائق ويؤكدها، ما أعلنه أيده الله منذ عهد قريب عن تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتخصيص مليار ريال له، إضافة إلى تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق".
كثرة العطاء
ويرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أن العمل التطوعي الخيري مزيج من الدعم المادي والمعنوي، ويؤكد حفظه الله أنَّ قيمة الثروة وقدرها ومنزلة صاحبها تكون بحسن الانتفاع بها ووضعها في موضعها الصحيح. فتراه حفظه الله قدوة لغيره؛ إذ هو لا يقنع بكثرة التعاطف وحسب، وإنما يتبعه كثرة العطاء، ولا يدين بالشعارات وإنما بالأفعال.
ومن تلكم المنطلقات والمبادئ والوقائع، ومن قراءة خطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأقواله وأفعاله واستقرائها، حفظه الله، في مشواره الطويل مع العمل التطوعي والإنساني؛ يمكننا أن نتعرف على أهم المرتكزات التي شكّلت رؤيته الشاملة للعمل الخيري التطوعي، ومفهومه، وأنواعه، وأساليبه.
مع الأخذ في الاعتبار أن ما قدمته هذه الدراسة لا يعدو كونه سطرًا في كتاب، وغيضًا من فيض نهر العطاء، ويؤكد ذلك تاريخ العمل التطوعي الخيري المؤسساتي في المملكة العربية السعودية وخارجها، وتنوعه، وسعة نطاقه، إذ يقف شاهدًا على شموخ جهود الملك سلمان -حفظه الله- وتميزه في مختلف ميادين العمل التطوعي الإنساني.
نشاطات خادم الحرمين في مختلف المجالات
قائد مسيرة الوطن
وقوف الملك سلمان في القضايا الإقليمية
خادم الحرمين خلال إحدى المشاركات الرسمية
تكريم المتميزين سمة قيادة البلاد
لحظات أبوية حانية تجمع الملك سلمان بأحد أبنائه منسوبي جمعية خيركم
رياض سلمان حكماً وتنمية وإدارة وحضارة
مركز الملك سلمان للاغاثة.. مبادرات تطوعية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.