في المسافة بين الحلم والحقيقة، وبين التخطيط والتنفيذ، تواصل المملكة التقدم للأمام بخطى راسخة على أسس متينة، وضع نواتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه-، وواصل أبناؤه الملوك من بعده، مسيرة طويلة في بناء دولة قوية طموحة، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من عز ومجد وتمكين واستقرار هو مبعث فخرنا بالانتماء لهذا الوطن المبارك. يحل اليوم الوطني السعودي ال94، ونحن نرى أحلامنا بدأت تتحقق على أرض الواقع بسرعة كبيرة، متجاوزة مستهدفات رؤية 2030 قبل أوانها، بفضل الله ثم التوجيهات السديدة والمتابعة الحثيثة والدعم الكبير من قيادتنا الحكيمة، ولا يزال أمامنا الكثير لنحققه معًا. وتفخر أرامكو السعودية بأن المملكة تُعَدُّ مصدرًا أساسيًا لاستقرار إمدادات الطاقة التي تُسهم في نمو العالم وازدهاره، فضلًا عن المكانة الدينية الراسخة والحضور القوي للمملكة إقليميًا ودوليًا في شتّى المجالات، حيث تواصل تحقيق الأداء المتميّز في مؤشراتها على صعيد الركائز الثلاث لرؤية 2030: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح. ويتضح ذلك من خلال أرقام سوق العمل في المملكة، ومكانة المملكة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والتقنية العالمية، وكذلك عبر المشاريع العملاقة التي بدأت تتشكل على أرض الواقع وستُسهم مستقبلًا في تنويع الاقتصاد واستدامة البيئة. وتفخر أرامكو أيضا بكونها ممكِّنًا من مُمكّنات التحولات المباركة التي تشهدها بلادنا، بتوافق برامجها ومبادراتها مع مستهدفات رؤية 2030. فنحن نحلم ونحقق معًا في عدة مجالات، منها توطين سلاسل الإمداد وزيادة المحتوى المحلي، وتحويل السوائل إلى كيميائيات، والتحول الرقمي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والطاقات الجديدة ومنخفضة الكربون، التي تعزز الاستدامة، وكذلك التوسع الهائل في مجال الغاز. ففي مجال الغاز، تم ترسية عقود بقيمة 25 مليار دولار أمريكي، شملت بدء المرحلة الثانية من مشروع تطوير غاز الجافورة، ذلك المشروع الذي كان بالأمس مجرد حلم، وأصبح اليوم حقيقة، حيث يُعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وشملت العقود أيضًا توسعة المرحلة الثالثة لشبكة الغاز الرئيسة للشركة. كما نجحت الشركة في إرساء عقود بقيمة 7.7 مليارات دولار أمريكي، لرفع طاقة معالجة الغاز الخام بمعمل الغاز في الفاضلي، كما بدأنا باكورة مشاريعنا الاستثمارية الدولية في الغاز الطبيعي المُسال، وتلك خطوات تخدم إستراتيجية الشركة لرفع إنتاج الغاز بأكثر من 60% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2021. نحلم ونحقق ونؤمن بأن أهدافنا وطموحاتنا لا تنفصل عن جودة الحياة، وفي هذا السياق بدأ العمل في إنشاء "ملعب أرامكو" في مدينة الخبر بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 47 ألف مقعد، وأحد المقرات الرئيسة لفعاليات بطولة كأس آسيا التي ستستضيفها المملكة في عام 2027 وكأس العالم 2034 بإذن الله. نفخر ببلادنا العزيزة في اليوم الوطني السعودي ال94 وفي كل الأيام، وسنبقى دائمًا في خدمة الوطن، ليرتفع سقف الطموحات والأحلام، في إنجازات تليق بحجم ومكانة المملكة. كل عام ووطننا وقيادتنا الحكيمة والشعب السعودي الوفي بخير. * رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين