الحديث عن الاقتصاد العالمي اليوم هو الأكثر سيطرة على وسائل الإعلام خاصة الاقتصادية وترقب الجميع عن سعر الفائدة الذي سوف يعتمده البنك الفيدرالي الأمريكي في 18 سبتمبر القادم، ترقب التخفيض هو الأكثر سيطرة، لنعرف أولا ما هو الركود الاقتصادي ولن تجد تعريفاً واضحاً واحداً كافياً على أي حال لكن يمكن القول "هي انخفاض الناتج المحلي وتسجيل نمو سلبي لفترتين أي ربعين أو ستة أشهر، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار للبطالة وحجم الاستهلاك وثقة المستهلك". حين نقرأ المشهد العام العالمي عن ما يحدث اقتصاديا، من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الصين إلى أوروبا، وأسعار النفط اليوم الذي وصلت لمستويات 70 دولارا للبرنت، لعل من أهم الأسباب "تخوفات" الركود الاقتصادي هي تأتي من القروض السيئة والمشكوك في تحصليها، ونجد أن الأزمة العقارية في الصين تلقي بظلالها على الاقتصاد الصيني، ولم تعد الصين بنفس الزخم الكبير الذي بدأ منذ الثمانيات والتسعينات وحتى بداية الألفية، فقد كانت تحقق نموا يقارب 10% لأكثر من عقدين من الزمن، اليوم تغير الحال كلياً وتنشد نمواً يقارب 5% اليوم وهو أقل الآن. فأسعار الفائدة اليوم تعتبر مكلفة ومحبطة للنمو الاقتصادي ونرى حجم الإفلاسات التي تعلن في أوروبا وحتى أمريكا للكثير من الشركات، وفرضية حدوث ركود عالمي هي بنسبة 98% طبقا لشركة الأبحاث NED DAVIS، والتخوفات من تراجع الاستهلاك في أمريكا هي مؤشر أساسي يلقي بتخوفات على حدوث ركود الاقتصاد في ظل أسعار فائدة اليوم مرتفعة تقارب 5.5% فمعدل الادخار "الأمريكي" ظل بلا تغيير عند 3.5% وهو أقرب أدنى معدل بالمقارنة مع 2008 وأقل بكثير من مستوى ما قبل كوفيد عند 9%، وهذا يعكس أهمية القوة الشرائية للفرد الأمريكي في ظل تضخم مرتفع وأسعار فائدة مرتفعة، وتراجع الادخار يعني أن قوة الشراء تقل، وهو ما ينعكس على الاقتصاد الأمريكي، لكن أداء السوق الأمريكي لا يعكس هذه التخوفات حتى "اليوم" فهو وصل لمستويات تاريخية لم يصلها، وهذا ما يعزز أهمية قراءة المشهد الاقتصادي هل سيحدث الركود الاقتصادي؟ أم سيعتمد على السياسة النقدية التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي، وبدء خفض الفائدة، ولكن من المهم النظر للصين التي تعتبر أكبر مصنع في العالم ودائما ميزان المدفوعات لصالحها، ولكن اليوم هي ليست الصين بالأمس ذات النمو الاقتصادي الهائل والكبير والمستمر، ولكن ما سيحدد فعليا هو فاعلية الفيدرالي ببدء خفض الفائدة، وأن لا يتأخر كما حدث في الرفع سابقا وتمكن التضخم من العالم، توقعات تشير لخفض -شبه مؤكد- خلال سبتمبر بين 25% و،50% والأقرب.25% لتحفظ الفيدرالي ويبقى اجتماعان في نوفمبر وديسمبر وتوقعات استمرار الخفض خوفا من الركود أكثر من التضخم.