تتطور العلاقات بين الرياضوبكين بشكل متسارع مرتكزة على 75 عاماً من التعاون المثمر والبنّاء، ويهدف البلدان إلى تعزيز هذا التعاون والمضي قدماً بهذه العلاقة المتميزة، وتمثل اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى حاضنة لهذا التعاون للوصول به إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. ويعكس قرار وزارة التعليم تدريس اللغة الصينية كجزء من المنهج الدراسي الرسمي، مع التركيز على تزويد الطلاب بفهم عميق للثقافة الصينية، بما يمكّنهم من التواصل بفعالية مع الناطقين بالصينية في مختلف المجالات، عمق هذه العلاقة التي تجسد فيها اللغة وعاءً معرفياً للتواصل بين الشعبين، في مقابل تدريس اللغة العربية في أكثر من 60 جامعة في الصين. لا شك أن تعدد اللغات يعد مصدر قوة وفرصة إضافية لتعزيز المعرفة بما تحمله من تنوع ثقافي، واللغة الصينية، هي لغة الأعمال المستقبلية، ومن هنا ينبع التوجه السعودي نحو تدريسها بما يساهم في تعزيز العلاقات مع الصين وتعظيم الروابط الشعبية والثقافية والتبادل المعرفي بين البلدين على مختلف المستويات، كما يتماشى قرار تعليم اللغة الصينية مع رؤية المملكة 2030 التي تعمل على رفع تنافسية المملكة، والانفتاح على مختلف الثقافات، فضلاً عن نقاط الالتقاء والتوافق بين رؤية المملكة ومبادرة «الطريق والحزام» الصينية. الشراكة السعودية الصينية تأتي مدعومة بنجاحات تشاركية، فالمملكة أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا للعام الثالث عشر على التوالي، والمملكة كذلك أكبر مزود للنفط الخام إلى الصين التي تعد أكبر مستورد للنفط السعودي، والصين كذلك هي المقصد الأكبر للاستثمارات الخارجية المباشرة بالنسبة للسعوديين، وما تم الاتفاق عليه من تعهّدات بين البلدين يعمل على دعم المصالح الجوهرية وتحقيق السلام بالمنطقة وحل القضايا الإقليمية، لا سيما أن الصين أصبحت قوة لا يستهان بها ولها ثقلها السياسي العالمي. تعلم اللغة الصينية في الرياض وتعلم العربية في بكين هو تأطير لنجاح البلدين في استدامة العلاقة الاستراتيجية وتحقيق أهداف وتطلعات البلدين من أجل عالم يسوده النماء لخير البشرية.