قُتل سبعة أشخاص على الأقل في غارات روسية على خاركيف في أوكرانيا وخمسة آخرون في قصف أوكراني على بيلغورود في روسيا، وفقا للسلطات المحلية التي أفادت أيضا بسقوط عشرات الجرحى. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقالة قائد القوات الجوية بعد أيام على تحطم مقاتلة من طراز إف-16 وهي من المعدات العسكرية التي سلمها حلفاء كييف الغربيون مؤخرا إلى كييف بعد انتظار دام نحو عامين. ميدانيا، قالت السلطات الأوكرانية إن خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية وتقع في الشمال الشرقي على بعد نحو أربعين كيلومترا من الحدود الروسية، استُهدفت بقنبلة روسية موجهة، وهي سلاح مدمر. ووفقا لإيغور تيريخوف، رئيس بلدية المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 1,4 مليون نسمة قبل الحرب، فقد أصيب مبنى مكون من 11 طبقة وقُتل سبعة أشخاص على الأقل. كما أسفر الهجوم عن إصابة 59 شخصا على الأقل بجروح، بينهم تسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاما، وفقا للحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف. ونشر حاكم المنطقة مقطع فيديو يُظهر سيارات وشققا سكنية تشتعل فيها النيران ويتصاعد منها دخان أسود كثيف. وشدد زيلينسكي على أن "هذه الضربة لم تكن لتحدث" لو سمح الغرب لبلاده باستهداف روسيا في العمق بالصواريخ البعيدة المدى التي زُوّدت بها. وقد رفضت معظم الدول الغربية حتى الآن ذلك خوفا من التصعيد مع موسكو. وقال زيلينسكي "نحن في حاجة إلى قرارات قوية من شركائنا لوضع حد لهذا الإرهاب"، مضيفا "لا سبب منطقيا للحد من دفاع أوكرانيا". وفي الجانب الروسي، قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب 37 آخرون في قصف أوكراني على منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، وفق ما أفاد الحاكم، متهما كييف باستخدام قنابل عنقودية. وقال فياتشيسلاف غلادكوف إن هذا الهجوم "شنته القوات المسلحة الأوكرانية بواسطة قنابل عنقودية أطلقت من راجمات صواريخ طراز "إم إل آر إس فامباير" على مدينة بيلغورود ومنطقة بيلغورود". وأضاف عبر تطبيق تيليغرام أن بين المصابين ستة أطفال ثلاثة منهم "في حال خطرة". ولحقت أضرار بثلاثة مبان سكنية وبمبانٍ أخرى. وتُعتبر الذخائر العنقودية التي تسلمت أوكرانيا عددا منها خصوصا من الولاياتالمتحدة، مثيرة للجدل لأنها تنثر عبوات ناسفة صغيرة تشكل خطورة على المدنيين. ويحظر عدد كبير من الدول، خصوصا الأوروبية، استعمال هذه الذخائر. ووسط هذه التطورات أعلن زيلينسكي إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك غداة إعلان تحطم مقاتلة إف-16 أميركية الصنع سبق أن تسلمتها كييف. وكتب زيلينسكي على تيليغرام "قررت استبدال قائد سلاح الجو في القوات المسلحة الأوكرانية"، بعد نشر مرسوم في هذا الصدد على موقع الرئاسة. لم يوضح زيلينسكي أسباب هذا القرار الذي يأتي غداة إعلان تحطم مقاتلة من طراز اف-16، تسلمتها كييف أخيرا من الدول الغربية بعدما طالبت بها تكرارا طوال عامين. وأورد الجيش الأوكراني أن حادث التحطم الذي أودى بالطيار أوليكسي ميس الذي تلقى تدريبا في الولاياتالمتحدة، وقع خلال هجوم روسي كبير بالصواريخ والمسيرات الاثنين. ولم تدل السلطات الأوكرانية سوى بمعلومات ضئيلة عن الحادث. من جهتها، قالت النائب الأوكرانية ماريانا بيزوغلا العضو في لجنة الدفاع في البرلمان إن المقاتلة الأميركية أسقطتها من طريق الخطأ إحدى منظومات باتريوت للدفاع الجوي "بسبب تنسيق سيئ بين الوحدات". وفي رسالة على تيليغرام، انتقدت بيزوغلا الخميس "ثقافة الكذب" داخل القيادة العسكرية الأوكرانية و"عدم محاسبة أي من الجنرالات" و"بقاء الجنرال أوليشتشوك في منصبه". وأضافت أنها "ثالث مرة على الأقل" تسقط طائرة أوكرانية من طريق الخطأ بواسطة الدفاعات الجوية الأوكرانية، موضحة أن "الحادثين السابقين نسبا رسميا إلى الروس". وقبل إقالته، وعد قائد سلاح الجو عبر فيسبوك ب"تبيان أسباب الكارثة الجوية" التي تعرضت لها المقاتلة، مؤكدا أنه "لن يخفي شيئا". واتهم بيزوغلا بأنها تريد "تشويه سمعة المسؤولين العسكريين الكبار" والولاياتالمتحدة، الدولة المصنعة لمقاتلات إف-16 ومنظومة باتريوت للدفاع الجوي. وأعلنت أوكرانيا بداية أغسطس أنها تلقت دفعة أولى من طائرات إف-16. قتلى وجرحى في تبادل الغارات بين موسكو وكييف (رويترز)