بشهادة دول العالم والمتابعين والمختصين، نجحت المملكة وبامتياز، في تنظيم فعاليات النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، واضعة معايير راسخة، وأسساً ثابتة لاستمرار هذه البطولة الوليدة، ونموها، في مواكبة حقيقية لمستجدات العصر، الذي بات فيه العالم يعتمد على التقنيات الحديثة، لإدارة شؤونه اليومية، وصولاً إلى استثمار التقنيات نفسها في تعزيز الجانب الترفيهي، في صورة ألعاب إلكترونية لا حصر لها. وعزز ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من نجاح البطولة وذيوعها في الأوساط الدولية، عندما شرف اليوم الختامي للبطولة بالعاصمة الرياض، وتتويجه فريق «فالكونز» السعودي بكأس البطولة من بين ما يقارب 500 فريق و1500 لاعب محترف من أنحاء العالم، حرصوا على المشاركة والتفاعل مع البطولة. ولم يكن للمملكة أن تحقق إنجازاتها الفريدة؛ تنظيماً وتتويجاً، في أول نسخة من البطولة، لولا أنها اعتمدت -مبكراً- التقنيات المتطورة في إدارة شؤون الأجهزة الحكومية، إلى درجة حصلت فيها على مراكز متقدمة في تقييم مؤشرات المؤسسات الدولية المتخصصة، التي أكدت أن المملكة تتطور بوتيرة سريعة ومُذهلة، تحت مظلة رؤية 2030 ومستهدفاتها الرئيسة، ومنها تقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حدٍ سواء. «كأس العالم للرياضات الإلكترونية» في الرياض، ليست مجرد بطولة تقليدية، وإنما مناسبة مهمة، التقى فيها مجتمع الألعاب والرياضات الإلكترونية من اللاعبين والمشجعين ومنتجي الألعاب وناشريها، وكان هذا كفيلاً بجعل البطولة أشبه بمنصة عالمية، تدعم نمو صناعة الرياضات الإلكترونية، الأمر الذي يعزز واقع هذه الرياضات؛ لتعيد التعريف بتأثيرها الإيجابي في المجتمعات، ودورها في تعزيز التواصل الثقافي، وتشجيع العلامات التجارية المختلفة. البطولة التي استمرت ثمانية أسابيع، كان لها ثمار أخرى على المشهد السعودي، حيث أنعشت قطاعي السياحة والترفيه، بعدما تابع المنافسات أكثر من مليون زائر، كما ساهمت في زيادة عدد الزوّار لمدينة الرياض بنسبة تجاوزت 29 % مقارنةً بالعام الماضي، كما شاهدَ أحداث البطولة أكثر من 500 مليون مشاهد حول العالم. ويعد النجاح في تنظيم البطولة امتدادًا للفعاليات والأحداث الكبرى التي تستضيفها المملكة، وتعزز مكانتها باعتبارها وجهة العالم وبوصلة اهتمامه، بتمكينٍ ودعمٍ مباشر من القيادة الرشيدة، ويعزز هذا المسار، الإعلان عن استضافة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في العام 2025م؛ ليعكس بذلك اهتمام المملكة بتطوير وتنمية هذا القطاع الواعد، بما يحقق مستهدفات الرؤية، بتنويع مصادر الدخل.