ما معنى الحرب التجارية؟ هذا أول سؤال يتبادر في ذهن الكثير، وهل هناك حروب غير الحروب التقليدية التي تعتمد على السلاح وما في حكمها؟ نعم هناك حروب تجارية اقتصادية، فهناك حرب العملات، وحرب الحظر والحمائية بأنواعها، وتعريفها «الحرب التجارية» هي إجراءات حمائية تهدف لحماية مصالح واستحقاقات كل دولة وفق وجهة نظرها، وهي تكون ضد دولة أخرى، تمارس عليها الضرر وفق رؤيتها ضدها، وتضع المعوقات في سبيل وقف أو تقليص التدفقات السلعية إليها، ويمارس ذلك بأشكال وأنواع مختلفة». التوسع في الحروب التجارية عالميا يقلص حجم التجارة الدولية، في ظل عالم يحتاج إلى تبادل التجاري المستمر. اليوم نلحظ أن الصين «مصنع العالم» كما تسمى، دخلت قطاع السيارات سواء التقليدية أو الكهربائية، فمثلا شركة BYD أكبر مصنع سيارات بالصين باعت سيارات أكثر من تسلا الأميركية بنسبة 29 % في النصف الأول من 2024، واعترف رالف براندستاتر «هناك اضطراب في هذا السوق» حيث اعترف بأن شركة BYD أكثر بكثير من فلوكس فاجن في الربع الأول في الصين وكانت BYD سلمت سيارات كهربائية لعملائها في الصين بما يقار 20 ضعفا مقارنة بالعملاق فلوكس فاجن. المثير أن الربع الأول من 2023 الصين تفوقت على اليابان في التصدير السيارات عوضاً عن اليابان، بذلك حققت الصين المراكز الثلاثة الأولى في المبيعات والتصدير وكموقع إنتاج، والصين ما زالت تعتبر أكبر دولة مصنعة للسيارات في العالم منذ 2009 حيث يشكل الإنتاج السنوي في الصين 32 % من إجمالي السيارات المنتجة في العالم أجمع، الصين صدرت في عام 2023 4,91 مليون سيارة واليابان 4,42 مليون سيارة، بنمو في الصين بنسبة 57.9 % و 16 % فقط في اليابان. وأكبر الشركات الصينية المصنعة للسيارات هي «سايك موتور» صنعت 5.02 مليون سيارة، شركة BYD صنعت 3.024 سيارة، شركة شانجان صنعت 2.5 مليون سيارة، شركة جي أيه سي صنعت 2.5 سيارة، شركة شيري القابضة صنعت 1.9 مليون سيارة، شركة جيلي جروب صنعت 1.6 مليون سيارة، شركة جريت وول موتور صنعت 1.2 مليون سيارة، ويجب أن نفرق بين صنعت وصدرت. فالتصنيع ضمنها الكميات المصدرة. اليوم نلحظ الحكومة الصينية هددت بسحب استثماراتها من أوروبا بسبب ممارسات الحمائية ضد السيارات الصينية الكهربائية، فقد سن قانون حمائية ضريبة يبدأ من 17.4 % إلى 37.6 % وقد بدأت منذ يوليو الماضي في الخامس منه، حتى أن رئيسة المفوضة الأوربية «أورسولا فوندير» قالت أنه طوفان سيارات الكهربائية الصينية الرخيصة المصنوعة بدعم الدولة، وقامت الصين بتحفيز السوق الداخلي وضاعفت الإعانة لاستبدال السيارات من 10 آلاف وان إلى 20 ألف وان، السؤال هل ستكون الحمائية والحرب التجارية ضد سيارات الصينية ناجحة وتأتي ثمارها على المدى القصير أم الطويل؟ قد تنجح على المدى القصير لكن لا يمكن لإيقاف طوفان الصين وصناعتها في العالم خاصة منافسة السعرية، والصين تتميز بسوق داخلي ضخم لا يقابله سوق في العالم، يضعها أكثر مرونة وأيضا لمعاقبة شركات السيارات التي تمارس دولها الحمائية.. الكرة بيد الصين مستقبلاً.