مقولة المواطن أولاً التي دائماً ما تؤكد عليها قيادتنا هي تعبير عن الاهتمام البالغ والحقيقي الذي يلقاه المواطن من تسخير للإمكانات وتطويعها خدمة له، والشواهد على ذلك كثيرة وكثيرة جدا ومتواترة لا تنقطع، وأيضاً هي مختلفة الأوجه لا تقتصر على مجال دون غيرها، بل هي تصب في مصلحته ومن أجل رفاهه. ما جعلنا نكرر الحديث عن كون المواطن أولاً هو استمرار ذلك الاهتمام واستمراره، فمؤخرا كانت هناك حركة تم الإعلان عنها في حينها ولا يزال كلما دعت الحاجة، تلك هي نقل مواطنين من مرضى من عدة دول حول العالم وإعادتهم إلى المملكة من أجل استكمال علاجهم، ذلك أمر ليس بالسهولة التي نكتب بها عنه، هو أمر مكلف ومتخصص للغاية، فأن تقلع طائرة إخلاء طبي من المملكة بكل ما فيها من طاقم قيادة وآخر طبي وأجهزة طبية بملايين الريالات وغالبا ما تكون متجهة إلى مقصدها وهي دون ركاب من أجل إحضار مواطن واحد فقط، وهو مايتم في معظم الأحيان، وتعود به إلى أرض الوطن ليكمل علاجه الذي هو أيضاً بالمجان، هذا دليل واحد فقط على أن (المواطن اولاً). لو أردنا أن نعدد ما يفعله الوطن من أجل أبنائه لكان لزاما علينا نبحث بحثا دقيقا لن يكون متعبا بل شيقا، فالوطن ومنذ التأسيس وحتى يومنا الحاضر يهتم بالمواطن ويقدم مصالحه على أي مصالح أخرى، تلك المصالح عنوانها بناء الإنسان عبر أجيال وأجيال، وبالفعل تم وضع أسس قوية أدت إلى شموخ البناء الذي فاق كل توقع كان نتاجه إنسانا سعوديا محبا لوطنه مخلصا له متفانيا من أجله ليرد بعضا ما أفضل وطنه عليه.