حكايتان الأولى للفنان الكبير عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة" يقول للقاضي: "عارف آخر نفق العباسية؟" والقاضي يرد: "أيوا عارفه"، عادل إمام: في واحد بتاع عصير! القاضي: "أيوا ماله؟" عادل إمام يرد: "وحِش متبئاش تشرب منه". حوار عادي في مسرحية غير عادية، لكن فعلاً وحسب ما قيل إنّ هناك محلاً لبيع عصير القصب في آخر نفق العباسية وكان عصيره حسب ما قيل أيضاً، إنّه سيئ والمحل غير نظيف وصاحبه لا يهتم بالمنتج خاصة أن المحل يقع في مكان مميز، والأغرب أنه عندما حققت المسرحية نجاحاً جماهيرياً وانتشاراً واسعاً، استاء صاحب المحل وفكر في رفع قضية على المسرحية لكنه تفاجأ بزيادة عدد الزبائن لتجربة عصيره السيئ! صاحب المحل الذي كان على وشك الإفلاس وإغلاق المحل، بفضل المسرحية ازداد عدد زبائنه وحقق أرباحاً طائلة، والفضل يعود لعادل إمام الذي قام بالدعاية العكسية له وإعلان مجاني لمحله، وكأن الخدمة التي قدمها عادل إمام لصاحب المحل هي نفس الخدمة التي يقدمها البعض لجموع الحمقى والجهلة على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهدة مقاطع فيديوهاتهم المنحدرة، والمجردة من المعلومة والفائدة، وما كان هدفهم من ذلك إلا كسب المشاهدات وحصد الأموال على حسب أخلاقهم وكرامتهم. أما الحكاية الثانية هي أن علاقة صداقة ربطت بين المطرب عبد الحليم حافظ والممثل رشدي أباظة، حدثت حكاية طريفة بينهما، تعرّض على إثرها الراحل عبد الحليم حافظ لموقف محرج ومضحك خلال زيارته منزل الراحل رشدي أباظة، حيث دعا الأخير "حليم" على الإفطار في منزله خلال شهر رمضان، وكان رشدي حينها متزوجاً من امرأة أميركية، ونسي أن يخبرها بالأمر بسبب انشغاله ببعض المواعيد، وقبل حلول وقت الإفطار بساعات قليلة تذكر رشدي أمر العزومة فخرج مسرعاً لشراء الطعام، وكان من المفترض أن يأتي الحلاق الخاص به إلى منزله، لكن حتى نزوله لشراء الطعام لم يكن الحلاق قد حضر، لذا أخبر زوجته أن تدخله إلى الحمام فور وصوله، وبعد نزوله بدقائق وصل عبد الحليم إلى المنزل، فظنت الزوجه أنه الحلاق وأدخلته إلى الحمام وأغلقت الباب عليه، وعندما عاد زوجها أخبرها أنه دعا ضيفًا على الإفطار، قائلاً لها: نسيت أقول لك أشهر مطرب عندنا في مصر والوطن العربي مثل فرانك سيناترا، هذا الفنان الكبير سيأتي للإفطار، فأخبرته أن الحلاق وصل وينتظره في الحمام، فأسرع رشدي حتى ينتهي من الحلاقة سريعاً، وتفاجأ عندما فتح الباب ب"عبد الحليم" داخل الحمام، فقال له: "إيه إللي جابك في الحمام"، فرد عليه عبدالحليم: "أنا عارف مراتك دخلتني وقالت لي إنك مش هتتأخر فافتكرت أن الخواجات بيدخلوا الضيوف الحمام في أول الزيارة واتكسفت أخرج".. فنادى زوجته وشرح لها سوء الفهم الحاصل واعتذرت الزوجة ل"حليم" في موقف مضحك.