ربطت الصداقة بين المغني عبد الحليم حافظ والممثل رشدي أباظة منذ أن اشتركا معاً في فيلم موعد غرام مع فاتن الحمامة، والذي عرض عام 1956م، وفي نفس العام حدثت حكاية طريفة بين النجمين، فقد تعرّض عبد الحليم حافظ لموقف محرج ومضحك خلال زيارته لمنزل صديقه رشدي أباظة، الحكاية: دعا رشدي أباظة عبد الحليم على الإفطار في منزله خلال شهر رمضان وكان حينها متزوجاً من سيدة أميركية تدعى "باربرا" ونسي أن يخبرها بالأمر بسبب انشغاله ببعض المواعيد، وقبل حلول وقت الإفطار بساعات قليلة تذكر رشدي أمر العزومة فخرج مسرعاً لشراء الطعام، وكان من المفترض أن يأتي الحلاق الخاص به إلى منزله، لكن حتى نزوله لشراء الطعام لم يكن الحلاق قد حضر، لذا أخبر زوجته أن تدخله إلى الحمام فور وصوله، وبعد نزوله بدقائق وصل عبد الحليم إلى المنزل، فظنت باربرا أنه الحلاق وأدخلته إلى الحمام وأغلقت الباب عليه، وعندما عاد زوجها أخبرها أنه دعا ضيفًا على الإفطار قائلاً لها: (نسيت أقولك أشهر مطرب عندنا في مصر والوطن العربي مثل فرانك سيناترا عندكم هايجي يفطر معانا) فأخبرته أن الحلاق وصل وينتظره فى الحمام، فأسرع رشدي أباظة حتى ينتهي من الحلاقة سريعًا، وتفاجأ عندما فتح الباب بعبد الحليم حافظ داخل الحمام، فقال له: (إيه إللي جابك في الحمام؟) فرد عليه: (أنا عارف !! مراتك دخلتني وقالت لي إنك مش هتتأخر فافتكرت أن الخواجات بيدخلوا الضيوف الحمام في أول الزيارة واتكسفت أخرج) فنادى رشدي زوجته ووضح سوء التفاهم الحاصل واعتذرت الزوجة الأمريكية وضحك العندليب وأباظة -رحمهما الله- من هذا الموقف، ولأن الكلام عن العندليب فإن بعض أغانيه الشهيرة لها قصة تحدثت عنها الصحافة والبرامج التلفزيونية الفنية كثيراً في حينها، فمثلاً أغنية (موعود) لها قصةٌ جميلة جدًّا وتمسُّ حليم نفسَه بشكل مباشر؛ حيث كان من المقرَّر أن يقوم حليم بغناء "مداح القمر" أوَّلاً، وبدأ بالفعل في بروفاتها؛ إلّا أنَّ حليم تعب بشدة وأصابه نزيفٌ حاد، سافرَ على إثره للعلاج بالخارج، واستمرَّ لفترة من الوقت وعندما عادَ وجدَ الشاعر محمد حمزة قد بدأ بكتابة أغنية "موعود" والتي ما إنْ رآها حليم أُعجب بها جدًّا، وخاصَّة أنَّ كلماتها كانت تناسب حالته كثيرًا، حيث مطلعها الذي يقول: (موعود معايا بالعذاب موعود ياقلبي - موعود ودايمًا بالجراح موعود ياقلبي) وقام بليغ بصياغة اللحن تبعًا لحالاتِ الفرح والحزن في الكلمات في تناغمٍ بديع، حيث تقلب اللحنُ بين مقامات النهاوند والراست، ويختم الأغنية في الكوبليه الأخير بصولوهات الأوكورديون، والتي تُعطي البهجة مصحوبة بالأمل، وهي نفس الحالة النَّفسية لحليم وقتها؛ حيث المرض والعلاج والألم مصحوبٌ بالأمل في التحسن والشفاء، وهذا هو ما كان يشير إليه حليم في رائعته "موعود". وغنَّاها حليم لأوَّل مرةٍ في أبريل من عام 1971.