قبل أيام كنا نعيش مع الفعاليات التي جسدتها الجمعية الخيرية لمرضى الكبد في العديد من مناطق المملكة لهدف بث الجوانب التوعوية والتثقيفية في ما يخص الكبد والعمل على التنوير في الجانب الوقائي، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الذي تم اكتشافه عام 1965م، وواصلت الجهود الطبية المتضافرة في العالم للقضاء على هذا المرض أو الحد من خطورته، ولن أبحر في أنواعه لأنني لست بصدد ذلك بقدر ما أهدف للنهوض بتلك الجمعيات الرسمية التي وصلت في جهودها لأرقام غير عادية في المشاركة بعلاج الحالات وتأمين الدواء المناسب بدعم من القيادة الكريمة -حفظها الله- بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد ورئيس المجلس الاقتصادي والتنمية الأمير محمد بن سلمان، الرجل الأول الذي يقف خلف إطلاق رؤية السعودية 2030 وتنفيذ برامجها وتفاصيلها حتى حلقت الرؤية بنا إلى السماء ورفعت طموحاتنا وآمالنا، وما نعيشه من تنفيذ لخطط وأعمال ومبادرات مستهدفات رؤية السعودية 2030 وهي الخطة الأكبر عالمياً من ناحية حجم الأعمال وقيمتها المالية وأبعادها وتنوع مستهدفاتها في جميع قطاعاتها يجعلنا نفخر بما تم تحقيقه حتى الآن والقادم أجمل مع اكتمال تنفيذ المبادرات المنصوص عليها في المستهدفات والاستراتيجيات. مملكتنا ترفل بمرحلة بناء وإصلاحات كثيرة، اقتصادية وتنموية واجتماعية وتطوير التعليم والقطاع الصحي وغيرها. ومستهدفات الرؤية كثيرة ومبادراتها أكثر، فالمبادرات والبرامج التي تطلق كل فترة تتكامل مع بعضها في طريقها نحو تحقيق الرؤية. وما أرمي إليه ربط المسؤوليات المنوطة بالجمعيات الخيرية وما تُؤديه من أدوار في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، بالجهات المعنية في الدولة، وأن تُسانِد جهود الجمعيات الخيرية الرسمية والمعتمدة المنتشرة في مُعظم مناطق المملكة، وتضع مُحفزات مشجعة لتلك الجهود، فما تُقدمه تلك الجمعيات بالمساهمة العلاج والتبرع المادي، يدفعنا لدعمها في ظل الأرقام المتنامية التي تظهر على السطح، واليوم تحتاج هذه الجمعيات للدعم المالي لإنجاح أدوارها وتلبية جميع المطالب، بينما تتوافر لديها موارد مالية محدودة، لذلك نقترح خطوات من شأنها أن تُساعد هذه الجمعيات على تعزيز مواردها المالية: توفير دعم سنوي ثابت، وتشجيع الشركات الحكومية لتخصيص نسبة من برامج المسؤولية الاجتماعية لصالح هذه الشركات، ومنح أراض للجمعيات لإنشاء مشاريع وقفية تُدر عائدًا يُستخدم في المصاريف، لا شك أنَّ دعم الجمعيات الخيرية وتحديداً جمعية كبدك التي يقف على هرمها كرئيس للجمعية أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل وبقية الأعضاء والذي يشرفني أن أكون عضواً من كوكبة الرجالات التي يعززون عطاءها، ولا شك أن دعم أدوارها مع مراقبة أدائها المالي والإداري سيرفع من سقف خدماتها للمجتمع خاصة وأنها تعالج أهم عضو بالإنسان، وكم من حالة كانت على حافة الخطر ثم عادت صحتها بعد زراعة الكبد من أطفال وشباب وكبار في السن، كما نأمل أن تساهم المقترحات التي طرحناها في تعزيز أدوارها لخدمة المجتمع. ولا يفوتني أن أشكر في هذا السياق أبناء الوطن الميسورين والذين لم يبخلوا بمالهم من أجل دعم برامج الجمعيات الخيرية بشكل عام وجمعية كبدك على وجه الخصوص والأعمال الإنسانية الكبيرة التي يقدمونها، وكل من تبرع بجزء من كبده إلى محتاج لها، والشكر موصول للكادر الطبي الذي شارك وساهم في التوجه والإرشاد والعلاج لمرضى الكبد. *رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية